المنشورات

أشدّ على الكتيبة لا أبالي … أحتفي كان فيها أم سواها

البيت للعباس بن مرداس. وقد احتج الكوفيون بالبيت على أن «سوى» تكون ظرفا وتكون اسما، واحتجوا على أنها تكون اسما بمنزلة «غير» ولا تلزم الظرفية أنهم يدخلون عليها حرف الجرّ. والتقدير في البيت: أحتفي كان فيها أم في سواها. ويرى البصريون أنها لا تكون إلا ظرفا، وأجابوا عن شواهد الكوفيين أنها من ضرورة الشعر. والحقّ في المسألة مع الكوفيين، لأنهم جاءوا بأربعة شواهد شعرية لشعراء فحول. وأربعة شهداء يثبت بهم حدّ الرّجم، فهي كافية لإثبات صحة كلام الكوفيين. أما قولهم: ضرورة شعرية فهذه مماحكة باطلة، لطخوا بها جبهة الشعر العربي الناصعة، حتى أصبح المرء يظنّ أن الشعر العربي، لا يساير لغة العرب، أو أن الشعراء يجهلون لغتهم، مع أن الشاعر لا يستعمل الكلمة إلا إذا مزجها بدمه وقلبه، وعرف أنها تكون ذات أثر في السامعين.
فالشاعر لا يقول لنفسه فقط وإنما يقول للناس، وبخاصة شعر الفخر والحرب، والغزل.
فإذا استخدم لفظة مما لا يألفه الناس، فكيف يصل أثر كلامه إلى الناس. [الخزانة، ج 3/ 438، والإنصاف ص 296].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید