المنشورات

عميرة ودّع إن تجهزت غازيا … كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

من مطلع قصيدة لسحيم عبد بني الحسحاس. وعميرة: اسم امرأة والمعنى: اترك مواصلة الغواني إذا كنت قد عزمت على أن تقطع ما بينك وبين شواغل الدنيا، ثم بيّن أن الإسلام والشيخوخة يردعان من لا يرتدع. ويروى أن عمر بن الخطاب سمعه فقال: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك.
وهو قول لا يصحّ، لأن عمر بن الخطاب يعرف أن الشاعر لا يقدم أحد الرادعين حيث عطف بالواو، وهي لمطلق الجمع، ويعلم أيضا أن لفظ الإسلام لا يقدم على الشيب من حيث وزن البيت.
والشاهد: كفى الشيب ناهيا .. كفى: فعل ماض - والشيب: فاعل. ناهيا: حال من الشيب. وهو محل الشاهد: فإن الشاعر قد أتى بفاعل كفى غير مجرور بالباء الزائدة كما في قوله تعالى كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح: 28] فدل البيت على أن الباء غير لازمة في فاعل كفى، وهذا وجه مفارقة هذه الباء، للباء في فاعل «أفعل به» في التعجب فإن باء التعجب لا يجوز إسقاطها من الكلام [الخزانة/ 1/ 267، وسيبويه 1/ 230، والإنصاف/ 168، وشرح المفصل 2/ 115].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید