المنشورات

فكأنّها بين النساء سبيكة … تمشي بسدّة بيتها فتعيّ

البيت رواه الفرّاء في مسألة الإدغام: والسبيكة، قطعة مستطيلة من فضة وسدّة البيت:
بضم السين: بابه.
وقوله: فتعيّ: مضارع، أعيا، وهو في الأصل «تعيي، بيائين، وقبل الياء الأولى
ساكن. فلما أدغم الياء في الياء، اقترضت العين كسرة جارتها الياء، عند إرادة ادغامها في الياء الثانية. والفرّاء يرى جواز أن نقول: أعيا، يعيي، إذا سكن ما قبل الياء الأولى، ونقول: يعيّ، بالإدغام للمذكر، وتعيّ، بالإدغام للمؤنث، وأنشد البيت على جواز الإدغام، وأنكر عليه النحويون هذا المذهب، ووصفوا ما جاء في البيت بالشذوذ، وقالوا: إن هذا الإدغام يكون في الماضي فتقول: عيي، وعيّ، وحيي، وحيّ، مما عينه ولامه ياءان، لازم تحريكهما. ومضارعهما يعيا، ويحيا، وفي القرآن «وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ» [الأنفال: 42] وفي القرآن أيضا «يُحْيِي وَيُمِيتُ» * بدون إدغام. قلت: ومسألة الإعلال والإدغام في حروف العلة من أكثر المسائل التي ثار حولها الجدل بين النحويين، ولذلك قال القائل:
إذا اجتمعوا على ألف وواو … وياء ثار بينهم جدال
[اللسان - عيا، والأشموني ج 4/ 349، والهمع ج 1/ 53].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید