المنشورات
أبو زيد البلخي
النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن سهل البلخي، أبو زيد.
من تلامذته: أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري وغيره.
وكلام العلماء فيه:
• الفهرست لابن النديم: "كان فاضلًا في سائر العلوم القديمة والحديثة. يسلك في تصنيفاته وتأليفاته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه ومنهم أقرب فلذلك رتبته في هذا الموضع من الكتاب. حُكى عن أبي زيد أنه قال: كان الحسين بن علي المروذي وهو أخو صعلوك يجرى
عليّ صلات معلومة دائمة، فلما أمليت كتابي في البحث عن كيفية التأويلات قطعها عني. وكان لأبي على الجيهاني وزير نصر بن أحمد جوائز يدرها علي، فلما أمليت كتابي القرابين والذبائح حرمينها. قال: وكان الحسين قرمطيا وكان الجيهاني ثنويا. وكان يُرمى أبو زيد بالإلحاد، فحكى عن البلخي أنه قال: هذا الرجل مظلوم، يعني أبا زيد وهو موحد، أنا أعرف به من غيري فإنا نشأنا معًا وإنما أتى من المنطق وقد قرأنا المنطق وما الحدنا بحمد الله" أ. هـ.
• معجم الأدباء: "أحمد بن سهل البلخي أبو زيد: "كان فاضلًا قائمًا بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنفانه طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه. وكان معلمًا للصبيان ثم رفعه العلمُ إلى مرتبة علية".
ثم قال: "وقرأت بخط أبي سهل أحمد بن عبد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين وتصنيفه كتابًا في أخبار أبي زيد البلخي [وأبي القاسم الكعبي البلخي] وأبي الحسن شهيد البلخي فلخصت منه ما ذكرته في تراجم الثلاثة، قال في أخبار أبي زيد: " ... وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علومًا جمّة، وتعمق في علم الفلسفة، وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة، وبرز في علم الطب والطبائع، وبحث عن أصول الدين أتم بحث وأبعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى الحيرة وزل به عن النهج الأوضح، فتارة كان يطلبُ الإمام، ومرة كان يسند الأمر إلى النجوم والأحكام، ثم إنه لما كتبه الله في الأول من السعداء، وحكم بأنه لا يتركه يتسكع في ظلمات الأشقياء، بَصره أرشد الطرق وهداه لأقوم السبل، فاستمسك بعروة من الدين وثيقة، وثبت من الاستقامة على بصيرة وحقيقة؛ فذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضلًا خليعًا لا يبالي ما قال، وكان يُحتمل عنه لِسنّه قال: أذكر إذ كنا عنده وقد قدمت المائدة وأبو زيد يصلي، وكان حسن الصلاة، فضجر البكري من طول صلاته، فالتفت إلى رجل من أهل العلم يقال له محمد الخُجندي فقال: يا أبا محمد ريح الإمامة بعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصلاة وهما يضحكان، قال أبو الحسن: فلم أدر ما ذلك، حتى سالت لا أدري الخجندي أو أبا بكر الدمشقي، فقال أحدهما: أعلم أن أبا زيد في أول أمره كان خرج في طلب الإمام إلى العراق، إذ كان قد تقلد مذهب الإمامية، فعيره البكري بذلك.
قال: وكان حسن الاعتقاد، ومن حسن اعتقاده أنه كان لا يُثبت من علم النجوم الأحكام، بل كان يثبت ما يدل عليه الحسباني. ولقد جرى ذكره رحمه الله في مجلس الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار، وهو الإمام ببلخ والمفتي بها، فأثنى عليه خيرًا وقال: إنه كان قويم المذهب حسن الاعتقاد، لم يقرف بشيء في ديانته كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة، وكل من حضر من الفضلاء والأماثل أثنى عليه ونسبه إلى الاستقامة والاستواء، وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة تدل على قدح في عقيدته. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلم قدوة، وفي كل نوع من أنواعه إمامًا".
ثم قال: "قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن [محمد] الوزيري، وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له، قال: كان أبو زيد ضابطًا لنفسه ذا وقار وحسن استبصار، قويم اللسان جميل البيان، متثبتًا نزر الشعر قليل البديهة، واسع الكلام في الرسائل والتأليفات، إذا أخذ في الكلام أمطر اللآلئ المنثورة، وكان قليل المناظرة حسن العبارة، وكان يتنزه عما يقال في القرآن إلا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل والمشكل من الأقاويل، وحسبك ما ألفه من كتاب "نظم القرآن" الذي لا يفوقه في هذا الباب تأليف.
قرأت في "كتاب البصائر" لأبي حيان الفارسي من ساكني بغداد قال، قال أبو حامد القاضي: لم أر كتابًا في القرآن مثل كتاب لأبي زيد البلخي، وكان فاضلًا يذهب في رأي الفلاسفة، لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيفٍ دقيقٍ في مواضع، وأخرج سرائره وسماه نظم القرآن" ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال: وللكعبي كتابٌ في التفسير يزيد حجمه على كتاب أبي زيد.
قال الوزيري: وكان أيضًا يتحرج عن تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، وكذلك عن مفاخرة العرب والعجم ويقول: ليس في هذه المناظرات الثلاث ما يجدي طائلا ولا يتضمن حاصلًا، لأن الله تعالى يقول في معنى القرآن {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28]، وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم فقوله عليه السلام: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وكذلك العربي والشعوبي فإنه سبحانه يقول: {فَلَا أَنْسَابَ بَينَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، ويقول في موضع آخر {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
قال: وسمعت بعض أهل الأدب يقول: اتفق أهل صناعة الكلام أن متكلمي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي، فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ، ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة، ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زبد.
وقال أبو حيان في "كتاب النظائر": أبو زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان.
قال: "وقرأت بخط أبي الحسن الحديثي على ظهر كتاب "كمال الدين" لأبي زيد: قال أبو بكر الفقيه: ما صُنف في الإسلام كتاب أنفع للمسلمين من كتاب "البحث عن التأويلات" صنفه أبو زيد البلخي، وهذا الكتاب -يعني كتاب كمال الدين".
قال المؤلف -أي ياقوت-: "هذا آخر ما كتبته من كتاب أبي سهل أحمد بن عبيد الله من أخبار أبي زيد، وما أرى أن أحدًا جاء من خبر أبي زيد بأحسن مما جاء به، أثابه الله على اهتمامه الجنة. وسأكتب أخبار أبي القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي عنه في موضعه، ولم أخله من أخبار أبي زيد التي ذكرها بشيء مما يتعلق به، إنما تركت أشياء من فوائده تتعلق بكتب المجاميع.
• لسان الميزان: "وذكر الفخر الرازي في "شرح الأسماء" أن أبا زيد هذا طعن في عدة أحاديث صحيحة، منها: حديثًا إن لله تسعة وتسعين اسمًا".
ويظهر في غضون كلامه، ما يدل على الانحلال من الازدراء بأهل العلوم الشرعية وغير ذلك،
وقد بالغ أبو حيان التوحيدي في إطرائه والرفع من قدره، وأورد من ذلك في كتابه: "تقريظ الجاحظ" أ. هـ.
• طبقات المفسرين للداودي: "وأقام مدة على مذهب الإمامية ثم رجع" أ. هـ.
وفاته: يوم الجمعة (20 ذي القعدة) سنة (322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "النحو والتصريف"، و"نظم القرآن"، و "قوارع القرآن"، و"ما أغلق من غريب القرآن"، "والشطرنج"، و "تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور" وغيرها كثير.
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
7 سبتمبر 2023
تعليقات (0)