المنشورات

ابن البَنَّاء

المفسر: أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي، أبو العباس بن البناء (1).

ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة، وقيل (656 هـ) ست وخمسين ستمائة.
من مشايخه: أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى المراكشي، وأبو عبد الله بن أبي البركات المشرف وغيرهما.
من تلامذته: عبد الرحمن بن سليمان اللجائي وغيره.
كلام العلماء فيه:
• الدرر: "كان فاضلًا عاقلًا نبيهًا، انتفع به جماعة في التعليم وكان يشغل من بعد صلاة الصبح إلى قرب الزوال مدة إلى أن كان في سنة (699 هـ) فخرج إلى صلاة الجمعة في يوم ريح وغبار، وتأذى بذلك وأصابه يبس في دماغه وكان له مدة لا يأكل ما فيه روح، فبدت منه أحوال لم يعهدوها منه، وصار يكاشف كل من دخل عليه ويخبره بما هو عليه، فأمر الشيخ أبوزيد عبد الرحمن بن عبد الكريم الأغماتي أهله أن يحجبوه فأقام سنة ثم صح وخرج إلى الناس، وصار يذكر فيما جرى له من ذلك من عجائب، وأنه رأى صورًا علوية وجوههم مضيئة فكلموا بعلوم جمة تتعلق بمعاني القرآن بأساليب بديعة، قال: ثم هجم علي جماعة في صورة مفزعة فذكر كلامًا طويلًا "أ. هـ
• جذوة الاقتباس: "أخذ بطرفي الدين والدنيا، كان إمام الحضرة المراكشية، عظمته ملوك الدول وتلقته بالمبرة والخول، أخذ من علوم الشريعة حظًا وافرًا وبلغ في العلوم القديمة الغاية القصوى والرتبة العليا.
قال عبد الرحمن بن سليمان اللجائي: حين كنت أقرأ عليه بمدرسة العطارين من مدينة فاس أمنها الله تعالى كان شيخًا وقورًا حسن السيرة قوي العقل مهذبًا فاضلًا حسن الهيأة معتدل القد أبيض اللون يلبس الثياب الرفيعة ويأكل المآكل الطيبة، وكان لا يمر بموضع إلا ويسلم على من لقيه، ما رآه أحد وتحدث معه إلا انصرت عنه راضيًا، وكان محبوبًا عند العلماء والصلحاء حريصًا على إفادة الناس بما عنده، وكان قليل الكلام جدًّا لا يتكلم بهذر ولا بما يكون خارجًا عن مسائل العلم، وكان إذا حضر في مجلس وتكلم سكت لكلامه جميع من فيه، وكان محققًا في كلامه قليل الخطأ فيه.
قال ابن شاطر كان ابن البنا ينظر في أحكام النجوم وأخذ في علوم أهل السنة واشتغل بها فكان آخذًا في الطريقتين بالحظ الوافر، وكان يلازم الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الهزميري، ودخل في طريقته فأعطاه ذكرًا من الأذكار، ودخل به الخلوة مدة من سنة، ودعا له، وقال له: مكنك الله من علوم السماء كما مكنك من علوم الأرض، فأراه ليلة وهو مستيقظ دائرة الفلك مشاهدة حتى عاين مجرًا الشمس فوجد في نفسه خوفًا عظيمًا، فسمع قول الشيخ الهزميري وهو يقول: اثبت يا ابن البنا حتى رأى ما رأى مستوفيًا، فلما أصبح قال له الشيخ الهزميري مبتدئًا له: إن الله قد فتح لك فيما أراك، فأخذ من ساعتئذ في علم الهيأة والنجوم حتى أدرك منه الغاية، وكان أول أمره لم يصح عنده العلم بالكائنات قبل كونها، فاستعمل الصوم والخلوة طلبًا لتصحيح مراده، فدام في الخلوة أيامًا قرأ بين يديه في صلاة كان يصليها صورة قبة من نحاس  مصنوعة بصنائع لم ير مثلها في عالم الحس، والقبة محبوسة في وسط الهواء، وفي داخلها شخص يتعبد، فهاله ذلك، ولم يثبت له جأش لما كان يرى من صورة مفزعة حفت بها ويسمع أصواتًا هائلة تناديه ادن منًا يا ابن البنا، فلم يقدر على الثبات إلى أن أغمي عليه، وبلغ خبره للشيخ الهزميري، فوصل إليه، ومسح على صدره ورأسه وأزال عنه ما صنعوا له من الدواء، ورجع في الحين إلى حسه، فقال الشيخ الهزميري: أما كنت ذلك الرجل الذي في القبة وأمرت أن أخبرك في ذلك المقام، ثم أنك لم تقدر وها أنا قد أمرت أن أخبرك به في عالم الحس، ثم إن الهزميري أخبره بما طلب.
ومما يحفظ له في ذلك أن السلطان أبا سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المريني سأله زمن موته فأجابه أن موته يكون عند اشتغاله ببناء موضع في قبلة تازة يقال له تازروت، فكان ما قال له حقًّا.
قال ابن شاطر: كنت قاعدًا مع ابن البنا بمراكش بدكان طبيب، فإذا برجل جاء إليه وقال له: يا سيدي إن والدي توفي، وكان متهمًا بالمال، ولم يترك لي شيئًا، وقيل لي: إن ماله مدفون بداره، فنحب خاطرك معي لوجه الله تعالى، فنظر الشيخ في نفسه برهة فقال للرجل صور لي صورة الدار في الرمل، فصور له الدار من غير أن يدع منها شيئًا، ثم أمره أن يزيل صورتها فأزلها، فأمره بإعادتها ثانيًا ففعل، فأمره بزوال الصورة وبإعادتها ثالثًا وقال له إن مالك في هذا الموضع منها، فانصرف الرجل وبحث في الموضع فوجد به المال كما ذكر رحمة الله تعالى عليه. وأخباره في هذا المعنى كثيرة فلا نطيل بذكرها" أ. هـ.
• معجم المؤلفين: "عالم مشارك في كثير من العلوم، كان غزير الإنتاج في العلوم الرياضية، إذ ألف ما يقرب من سبعين رسالة وكتابًا في الجبر والهندسة والحساب والفلك وغيرها" أ. هـ.
• الموسوعة العربية: "لمع في الرياضة والفلك ... بقي كتابه (تفصيص أعمال الحساب) معمولًا به في المغرب حتى نهاية القرن (16) شرحه كثيرون من العلماء الغرب" أ. هـ.
وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة.
من مصنفاته: "تفسير الباء من البسملة"، و"حاشية على الكشاف"، و"عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل"، وجزء صغير على سورتي الكوثر والعصر وغير ذلك.




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید