المنشورات

ابن نَصْر الله

النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد التستري الأصل البغدادي الحنبلي، ثم المصري، أبو الفضائل, المعروف بابن نصر الله محب الدين.

ولد: سنة (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة.
من مشايخه: أبوه، والشيخ شمس الدين محمّد بن يوسف بن عليّ الكرماني وغيرهما.
من تلامذته: برهان الدين إبراهيم بن محمّد بن مفلح، والسخاوي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* إنباء الغمر: "قرر في درس الحنابلة بالمدرسة الظاهرية البرقوقية أول ما فتحت بعد أن كان درس قبله فيها, لأهل الحديث الشيخ زادة العجمي وكان يحفظ قطعة كبيرة من البخاري ويسردها مع فنون كثيرة .. " أ. هـ.
* رفع الإصر: "قرأت بخط العزيز البرهان بن نصر الله: وافق القاضي محب الدين عمِّي موفق الدين، يعني ... في اسمه واسم أبيه وجده ومذهبه ومنصبه، وسكنه بالصالحية. قلت: وفارقه في اللقب، وأصل البلد، والنسبة إلى الجد الأعلى وطول المدة، وسعة العلم والتبسط في بيع الأوقاف، ونحو ذلك ... " أ. هـ.
* المنهل الصافي: "وكان شيخًا للطول أقرب منور الشيبة، فقد أجدى عينيه في شبيبته، بارعًا متقنًا، دينًا، خيرًا، كثير التلاوة، والعبادة، فقيهًا نحويًا، لغويًّا انتهت إليه رئاسة الحنابلة في زمانه بلا مدافعة، أقام مدة قبل موته، والمعول على فتاويه، وكانت كتابته على الفتوى لا نظير لها، يجيب عما يقصده المستفتي. وكان كثير التواضع حسن الأخلاق، حلو المحاضرة، اجتمعت به غير مرة، ومات ولم يخلف بعده مثله .. " أ. هـ.
* المقصد الأرشد: "ولي تدريس الظاهرية البرقوقية فدرس بها وبغيرها وناظر وأفتى وانتفع به الناس. وكان متضلعًا بالعلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه، وكان له يد طولى في الأصول ... وانتهت إليه مشيخة الحنابلة ... وأثنى عليه أهل عصره منهم شيخنا قاضي القضاة شهاب الدين الأرموني ... قال شيخنا قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي شهبة: اجتمعت به، وهو أهل أن يتكلم معه، وكان شكلًا حسنًا، وكان لا ينظر بإحدى عينيه .. " أ. هـ.
* الضوء: "وممن قرأ عليه أحد شيوخ أبيه الشمس الكرماني وأجاز له في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ووصفه بالولد الأعز الأعلم الأفضل صاحب الاستعدادات والطبع السليم والفهم المستقيم، أكمل أقرانه وحيد العصر شهاب الدين أحمد بلغه الله غاية الكمال في شرائف العلوم وصوالح الأعمال في ظل والده الشريف الشيخ العلامة قدوة الأئمة جامع فنون الفضائل الفاخرة، ومجموع علوم الدنيا والآخرة، بقية السلف استظهار المسلمين جلال الملة والدين زاده الله جلالة في معارج الكمالات، ونصره ممدودًا في مدارج السعادات وأنه بحمد الله في عنفوان شبابه وريعان عمره على طريقة الشيوخ الكرام وطبقة الأئمة الأعلام والسيل في المخبر مثل الأسد والمرجو من فضل الله وكرمه أن يجعله من العلماء الصالحين والفضلاء الكاملين.
فاستخرت الله تعالى واخترت له أن يروي عني جميع ما صح عنه مني من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع والأدبيات وغير ذلك خصوصًا الصحاح الخمسة التي هي أصول الإسلام ودفاتر الشرريعة وشرحي صحيح  البخاري المسمى بالكواكب الدراري وناهيك بهذا جلالة مع صغر سن المجاز إذ ذاك ...
وكان إمامًا فقيهًا مفتيًا نظارًا علامة متقدمًا في فنون خصوصًا مذهبه فقد انفرد به وصار عالم أهله بلا مدافعة، كل ذلك مع الذهن المستقيم والطبع السليم، وكثرة التواضع والخلق الرضي والأبهة والوقار والفقد لإحدى كريمتيه، والتودد والقرب من الكل وسلوك طريق السلف، والمداومة على الأوراد والعبادة والتهجد والصيام، وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى والحرص على شهود الجماعات والاتباع للسنة، وإحياء ليلة من كل شهر في جماعة بتلاوة القرآن وإهدائه، ذلك في صحيفة إمامه وغيره، مع إنشاد قصيدة يبتكرها في تلك الليلية غالبًا، وعظم الرغبة في العلم والمذاكرة والمحبة في الفائدة حتى إنه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث، وشبهها أيام قضائه على ما بلغني وفتاويه مسددة وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة ...
ذكره العلاء بن خطيب الناصرية فقال وهو صاحبي اجتمعت به مرارًا بالقاهرة وحلب، وتكلمت معه وهو رجل فاضل عالم دين فقيه جيد، ويكتب على الفتاوى كتابة حسنة مليحة، وأخلاقه حسنة وانفرد برياسة مذهب أحمد بالقاهرة، وقال ابن قاضي شهبة: سألت عنه الشهاب بن المحمرة، فقال: له فضل في الفقه والحديث وغيرهما، ثم اجتمعت به بدمشق فرأيته من أهل العلم الكبار يتكلم بعقل وتؤدة، مع حسن الشكالة، ولكنه مصاب بإحدى عينيه، ولم ير في زماننا أحسن من عبارته على الفتوى، وقال التقى المقريزي: إنه لم يخلف في الحنابلة بعده مثله. قال: ولا أعلم فيه ما يعاب.
وذكر نحو ذلك في عقوده، وأنه لم يزل منذ قدم الديار المصرية مصاحبًا له فما علمه إلا صوامًا قوامًا صاحب حظ من قيام وأوراد وأذكار، واتباع للسنة ومحبة لها ولأهلها، وصدر ترجمته أنه كان أول حنبلي ولي القضاء، حين عمل الظاهر بيبرس البندقداري القضاة أربعة الشمس محمّد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، بل كان أول من درس المذهب الحنبلي بالمدارس الصالحية، وأما قبله فكان في تقليد الشرف أبي المكارم محمّد بن عبد الله بن عين الدولة بن أبي المجد بن عين الدولة الشافعي لقضاة مصر من الكامل أنه لا يستنيب لكثرة نسكه، ومتابعته للسنة إلا أنه ولي القضاء فالله يرضي عنه أخصامه" أ. هـ.
وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة.
من مصنفاته: حواشي على "تنقيح الزركشي" في الحديث، وفروع ابن مفلح والوجيز وغير ذلك.




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید