المنشورات

ابنُ عُليَّةَ

المفسِّر: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسديّ بالولاء، البصريّ، أبو بشر، وأمّه عُليّة.
ولد: سنة (110 هـ) عشر ومائة.
من مشايخه: عبد العزيز بن صهيب، وأيّوب السّختيانيّ، وسليمان التّيميّ، وغيرهم.
من تلامذته: عبد الرّحمن بن مهديّ، وأحمد بن حنبل، ومحمّد بن المثنّى، وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* الجرح والتّعديل: "حدَّثنا عبد الرّحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلى أنا يحيى بن معين قال: سمعت من سأل ابن مهديّ عن إسماعيل بن عليّة فقال: ثقة".
ثم قال: "حدَّثنا عبد الرّحمن، نا عليّ بن الحسن الهسنجاني، نا إبراهيم بن عبد الله الهرويّ، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن عليّة في الحديث".
وقال: "حدَّثنا عبد الرّحمن، نا أبو بكر الأسديّ عبد الله بن محمّد بن الفضل، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسماعيل بن عليّة إليه المنتهى في التّثبّت بالبصرة".
وقال أيضًا: "حدَّثنا عبد الرّحمن قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: إسماعيل بن عليّة ثقة.
حدَّثنا عبد الرّحمن: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن عليّة ثقة متثبّت في الرّجال" أ. هـ.
* طبقات ابن سعد: "وكان ثقة ثبتًا في الحديث حجّة، وقد ولي صدقات البصرة، وولي المظالم ببغداد في آخر خلافة هارون" أ. هـ.
* تاريخ بغداد: "وقد روى عن ابن عليّة في القرآن قول أهل الحقّ. أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال: حدَّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال: سمعت إسماعيل بن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق" أ. هـ.
* ميزان الاعتدال: "قال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمّد بن المنكدر وسمعت أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ، فلما قدمت البصرة إذا أيّوب يقول: حدَّثنا محمّد بن المنكدر قال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت وليس أحد يقدّم في الحديث على ابن عليّة.
قال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا ابن عليّة وبشر وابن المفضّل.
وقال ابن معين: كان ابن عليّة ثقة ورعًا تقيًا.
يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن عليّة سيّد المحدثين.
وقال ابن سعد: إسماعيل مولى عبد الرّحمن ابن  قطبة الأسدي -أسد خزيمة- من أهل الكوفة.
وكان مِقْسم جدّه من سَبْي القَيقانيّة ما بين خراسان وزابلستان.
وكان إبراهيم بن مِقسم تاجرا بـ"الكوفة" فيقدم "البصرة" بتجارته، فيبيع ويرجع فيخلف، فتزوّج عليّة بنت حسّان وكانت نبيلة عاقلة، وكان صالح المرّي وغيره من وجوه البصرة يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم، فولدت إسماعيل سنة عشر، فنُسب إليها ثمّ ولدت ربعي بن إبراهيم.
قال الخَطيب: زعم علي بن حُجر أنّ عليّة ليست أمّ إسماعيل وأنّها جدّته.
قال العَيشىيّ: قال لي عبد الوارث: أتتني عليّة بابنها فقالت: هذا ابني يكون معك، ويأخذ بأخلاقك. قال: وكان أجمل غلام بالبصرة.
قال ابن المدينيّ: ما أقول إنّ أحدًا أثبت في الحديث من إسماعيل.
وقال زياد بن أيّوب: ما رأيت لابن عليّة كتابًا قطّ. وكان يُقال: ابن عليّة يعد الحروف.
قال قتيبة: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة: إسماعيل بن عليّة وعبد الوارث ويزيد بن ذريع ووُهَيب. قال: وأرْواهم عن الجُريريّ بن عليّة.
وقال ابن مهديّ: ابن عليّة أثبت من هشيم.
وقال الهيثم بن خالد: اجتمع حفّاظ أهل البصرة فقال أهل الكوفة لهم: نحوًا عنّا إسماعيل وهاتوا من شئتم.
قال أحمد بن سعيد الدّارميّ: لا نعرف لابن عليّة غلطًا إلا في حديث جابر حديث المدبّر جعل اسم الغلام اسم المولى واسم المولى اسم الغلام.
قال أحمد بن حنبل: كان حمّاد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثّقفيّ ووهيب، وكان يهاب ابن عليّة إذا خالفه.
قال ابن عمّار: كان ابن عليّة حجّة.
وقال أحمد: فاتني مالك فأخلف الله عليّ ابن عيينة، وفاتني حمّاد فأخلف الله عليّ ابن عليّة".
وقال: "وقال أحمد الدَّورقي: أنبأنا بعض أصحابنا أنّ ابن علية لم يضحك منذ عشرين سنة.
وقال ابن المديني: بتُّ عند ابن عُلية ليلة فقرأ ثلث القرآن، وما رأيته ضحك في.
العَيشيُّ، حدثنا الحمادان أن ابن المبارك كان يتجر ويقول: لولا خمسة ما تجرت: السفيانان، وفضيل، وابن السماك، وابن عُلية، فيصلهم، فقدم سنة، فقيل له: قد ولي ابن عُلية القضاء فلم يأته ولم يصله، فركب ابن عُلية إليه فلم يرفع له عبد الله رأسًا؛ فانصرف، فلما كان من غدٍ كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرًا لبرِّك وجئتك فلم تكلمني؛ فما رأيت مني؟ فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلّا أن نقشر له العصا، ثم كتب إليه [السريع].
يا جاعلَ العِلْم لَه بازيًا ... يصطادُ أموال المساكينِ
احْتَلتَ للدُّنيا ولذَّاتها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّينِ
فَصِرْتَ مجنونًا بها بَعْدَمَا ... كنتَ دَواءً للمجانينِ 

أينَ رواياتُك في سَرْدِها ... لِتركِ أبوابِ السلاطينِ
أين روَايَاتِك فيما مَضَى ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرينِ
إن قلتَ: أكرِهْتُ فذا باطلٌ ... زَلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ
فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله الله! ارحم شيبتي، فإني لا أصبر على الخطأ. قال: لعل هذا المجنون أغرى عليك! ثم أعفاه، فوجّه إليه ابن المبارك بالصرّة.
وقيل: إن ابن المبارك كتب له بهذه الأبيات لما ولّى صدقات البصرة.
سَهْلُ بن شاذويه، سمعت علي بن خشرَم يقول: قلت لوَكيع: رأيتُ ابن علية يشربُ النبيذ حتى يُحمل على الحمار، يحتاج من يردُّه إلى منزله، فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب فاتهمه.
قلت: وكان الكوفيّ يشربه تدينًا، والبصري يتركه تدينًا.
قال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، قال: ما كانا نشبِّهُ شمائل ابن عليّة إلّا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه.
وقال مرّة: حتى أحدث ما أحدث.
وقال سيلمانُ بن إسحاق الجلّاب: قال إبراهيم الحربي: دخل ابن علية على الأمين، فقال له: يا ابن كذا وكذا! إيش قلت؟ . قال: أنا تائب إلى الله، لم أعلم، أخطأت. قال: حدّث بهذا الحديث: تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنّهما غمامتان يحاجّان عن صاحبهما. قال: فقيل لابن عليّة: ألهما لسانان؟ قال: نعم، فكيف تكلّما؟ فقيل: إنّه يقول إنّ القرآن مخلوق، وإنّما غلط.
قلت: انظر كيف كان الصّدر الأوّل في انكفافهم عن الكلام فإنّه لو قال أيضًا: يتكلّم بلا لسان لخطّأوه، والله تعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.
ومن النّاس من يقول: يجيء ثواب البقرة وآل عمران، وكلّ هذا من التّكلّف، وابن عليّة فقد تاب ولزم السّكوت.
وقد كان منصور بن سلمة الخزاعيّ يحدّث مرّة فسبقه لسانه فقال: حدَّثنا إسماعيل بن عليّة، ثمّ قال: لا ولا كرامة، بل أردت زهيرًا، ثمّ قال: ليس من قارف الذّنب كمن لم يقارفه، وأنا والله استتبته -يعني ابن عليّة-.
قلت: هذا من الجرح المردود لأنه غلوّ.
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن عليّة، قال: وهيب أحبّ إليّ، ما زال ابن عليّة وضيعًا من الكلام الّذي تكلّم به إلى أن مات.
قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس النّاس؟ قال: بلى. ولقد بلغني أنّه أدخل على محمّد (الأمين) بن هارون، فلمّا رآه زحف إليه، وجعل يقول: يا ابن كذا (وكذا) تتكلّم في القرآن؟ ! وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك! زلّة من عالم.
ثمّ قال أحمد: لعلّ الله أن يغفر له -يعني محمّد  بن هارون-.
وقلت: يا أبا عبد الله، إنّ عبد الوهّاب قال: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا؛ لقد رأيته في المنام كأنّ وجهه أسود. فقال: عافى الله عبد الوهّاب. ثمّ قال: معنا رجل من الأنصار يختلف (إلى ابن عليّة) فأدخلني على إسماعيل، فلمّا رآني غضب وقال: من أدخل عليّ هذا؟ فلم يزل مبغِضًا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثمّ جعل يحوِّل رأسه كأنّه يتلةف، ثمّ قال: وكان لا يُنصف في الحديث، يحدّث بالشّفاعات، ما أحسن الإنصاف! .
قلت: إمامة إسماعيل وثيقة لا نزاع فيها، وقد بدت منه هفوة وتاب، فكان ماذا؟ إنّي أخاف الله، لا يكون ذكرنا له من الغيبة. وأمّا القرآن فقد قال عبد الصّمد بن يزيد مَردويه: سمعت ابن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق" أ. هـ.
* التّقريب: "ثقة حافظ ... " أ. هـ.
وفاته: سنة (193 هـ) ثلاث وتسعين ومائة.
من مصنّفاته: "تفسير القرآن".





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید