المنشورات

السُّدِّيّ

المفسّر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن أبي كريمة،
وقيل: ابن أبي ذؤيب السُّديّ، أبو محمّد الحجازيّ ثمّ الكوفي الأعور، المشهور بالسّديّ الكبير.
من مشايخه: أنس، وابن عبّاس، وأبو صالح باذام، وغيرهم.
من تلامذته: شعبة، والثوريّ، وزائدة، وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* السّير: "قيل للشّعبيّ: إنّ إسماعيل السّديّ قد أعطي حظًّا من العلم فقال: إنّ إسماعيل قد أعطي حظًّا من الجهل بالقرآن.
وقال: "ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر ممّا علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السّديّ أعلم بالقرآن من الشّعبيّ -رحمهما الله-. وقال مسلم بن عبد الرّحمن شيخ لشريك: مرّ إبراهيم النخعيّ بالسّديّ وهو يفسّر، فقال: إنّه ليفسّر تفسير القوم" أ. هـ
* الوافي: "قال النّسائيّ: صالح الحديث، وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال مرّة: ثقة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: ليّن، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ... وقيل إنّه كان يبيع الخمر والمقانع بسدّة الجامع" أ. هـ.
* النّجوم: "صاحب التّفسير والمغازي والسّير، وكان إمامًا عارفًا بالوقائع وأيّام النّاس" أ. هـ.
* طبقات المفسّرين للدّاوديّ: "صدوق يهم رمي بالتّشيّع من الطبقة الرّابعة، أخرج له الجماعة إلا البخاريّ" أ. هـ.
* معجم المفسّرين: "وقد حرقت روايته لأنّه حصل عليها عن طريق المناولة، وروى له مسلم وأبو داود والترمذيّ وابن ماجة، ورمي بالتّشيّع" أ. هـ.
* قلت: وإليك أيُّها القارئ بحث عن تشيّعه (1) من مقدمة د. محمّد عطا يوسف، ما نصه: لم يظهر اتّهام السّديّ بالتشيّع إلا في النِّصف الأوّل من القرن الثامن على لسان الذّهبيّ (ت 748 هـ) فقال: "رمي السّديّ بالتشيّع" وتوسّع ابن حجر (ت 852 هـ) من بعده فجاء بروايتين، أولاهما عن الحسين بن واقد أنّه جلس يستمع السّديّ حتّى سمعه يتناول الشّيخين فقام عنه، والأخرى عن العقيلي قال: "كان السّديّ يتناول الشّيخين".
وجاء بعدهما الخزرجي والدّاودي فنقلا مقالة الذّهبيّ فقط دون ذكر روايات أخرى تؤيّدها.
وذهب العامليّ إلى أبعد من ذلك فقال: "ذكره الشّيخ -يقصد الطّوسيّ- في رجاله في أصحاب عليّ بن الحسين، وفي أصحاب الباقر، وفي أصحاب الصّادق، إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير".
وأمّا ما أورده الذّهبيّ وابن حجر وغيرهما فلم أجد من نقّاد الرّواية الأوائل من أمثال البخاريّ (256 هـ) وابن أبي حاتم (327 هـ) وابن الأثير (630 هـ) من ذكره وما كان هذا ليفوتهم دون النّصّ عليه. وهذا الأثر الّذي أورده العامليّ الشّيعيّ المذهب قد ردّه شيعيّ آخر، فقد قال الخوانساريّ في روضات الجنات: "وقد ذكره  الطّوسيّ -يقصد السّدّيّ- في جملة من روى عن الصّادق ومن رجاله، ولا يثبت عندي ذلك، فلم يثبت رواية منه ولا من أمثاله عن أحد من أهل البيت المعصومين".
وإذا ما استعرضنا التفسير الّذي جمعناه للسّدّيّ بحثًا عن تشيّعه لا نجد سوى أثر واحد في تفسير سورة الدّخان يرويه الطبريّ عن محمّد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد عن الحكم بن ظهير عن السّدّيّ قال في قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29] (لمّا قُتل الحسين بن علي -رضوان الله عليهما- بكت السّماء وبكاؤها حمرتها).
وهذا الأثر عن السّدّيّ رواه الحكم بن ظهير الّذي ذكره ابن حبّان في المجروحين قائلا: (كان يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، ويشتم أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسلم -) وكفى بهذا القول دلالة على دسّ هذا الأثر عن السّدّيّ.
وأخيرًا فإن الرّواة لم ينصّوا على تشيّع السّدّيّ نصًّا نطمئنّ إليه، ولعلّ هذا الدسّ الّذي وقع في تفسيره كان سببًا في هذه الشّبهة" أ. هـ.
وفاته: سنة (128 هـ) وقيل (127 هـ) ثمان وقيل سبع وعشرين ومائة.
من مصنّفاته: "تفسير السّدّيّ" و"المغازي".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید