المنشورات

الحسن البصري

المفسر الحسن بن أبي الحسن يُسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت.
ولد: سنة (21 هـ) إحدى وعشرين.
من مشايخه: عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وأبو بَكْرة، وخلق كثير من الصحابة.
من تلامذته: يونس بن عون، وحُميد الطويل، وجرير بن حازم وأمم لا يُحصون.
كلام العلماء فيه:
* السير: "سيد أهل زمانه علمًا وعملًا قال معتمر بن سليمان. كان أبي يقول: الحسن شيخ أهل البصرة".
وقال: "والحسن مع جلالته فهو مدلس، ومراسيله ليست بذاك، ولم يطلب الحديث في صباه، وكان كثير الجهاد وصار كاتبًا لأمير خراسان الربيع بن زياد".
وقال: "قال محمّد بن سعد: كان الحسن رحمه  الله جامعًا، عالمًا رفيعًا فقيهًا ثقة حجة مأمونًا، عابدًا، ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلًا وسيمًا وما أرسله فليس بحجة".
ثم قال: "كان رجلًا تام الشكل، مليح الصورة، بهيًا، وكان من الشجعان الموصوفين" أ. هـ.
قلت: وقد ردّ الذهبي في تاريخه على من رماه بالقدر وغلطه. حيث قال الذهبي: "قال حّماد بن زيد، عن أيوب قال: لا أعلم أحدًا يستطيع أن يَعِيب الحَسَن إلَّا به -يعني القدر- أنا نازَلْتُهُ في القَدَر غيرَ مرّةٍ حتى خوَّفْتُهُ السلطان فقال: لا أعود فيه بعد اليوم، وقد أدركتُ الحسن واللهِ ما يقولُهُ.
وقال أبو سلمة التبوذكي: ثنا أبو هلال، سمعت حُمَيدًا وأيّوب يقولان، فسمعت حُميدًا يقول لأيوب: لَوَدِدْتُ أنه قُسّم علينا غُرْمٌ، وأن الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به.
وقال حماد بن زيد أيضًا، عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس: قوم القدر رأيهم لينفقوه بين الناس بالحسن، قوم في صدورهم شنآن وبغض للحسن، وأنا نازلته غير مرة في القدر حتى خوفته بالسلطان، فقال: لا أعود ..
وقال حماد بن سلمة، عن حميد: سمعت الحسن يقول: الله خلق الشيطان وخلق الخير والشر.
وقال سليمان بن حرب: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن: {وَحِيلَ بَينَهُمْ وَبَينَ مَا يَشْتَهُونَ}. قال حيل بينهم وبين الإيمان.
قال حماد بن سلمة، عن حميد قال: قرأت القرآن كله على الحسن، ففسره لي أجمع على الإثبات، وسألته عن قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}. قال: الشرك سلكه في قلوبهم. وسألته عن قوله: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ}. قال: أعمال سيعملونها لم يعملوها.
وقال حماد بن زيد، عن خالد الحذاء قال: سأل رجل الحسن فقال: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}. قال: أهل رحمته لا يختلفون: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}. فخلق هؤلاء لجنته وهؤلاء لناره. قال خالد الحذاء: فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للسماء أم للأرض؟ قال: للأرض خلق. قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة، قال: لم يكن بد من أن يأكل منها، فقلت: {مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ بِفَاتِنِينَ * إلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}. قال: نعم، الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم.
قال سليمان بن حرب: ثنا أبو هلال قال: دخلت على الحسن يوم جمعة ولم يكن جمع، فقلت: يا أبا سعيد أما جمعت؟ قال: أردت ذاك ولكن منعني قضاء الله.
قال سليمان، وثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، قالا: سألنا الحسن عن ما بين {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}، إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ففسره على الإثبات.
قلت: على إثبات أن الأقدار لله.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء، عن ابن عون، عن الحسن قال: من كذب بالقدر فقد كفر.
قال ابن عون: قيل لمحمد بن سيرين في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر فقال: كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل لو فسره لهم لساءهم.  قال أبو سعيد بن الأعرابي في كتاب "طبقات النُّسّاك": كان يجلس إلى الحسن طائفة من هؤلاء، وكان هو يتكلم في الخصوص حتى نسَبَتْه القدريّة إلى الجبْر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السُّنَّة إلى القدر، كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس عنده، وتفاوتهم في الأخذ عنه، وهو بريء من القدر، ومن كل بدعة، فلما تُوُفي تكشَّفت أصحابه وبانت سرائرهم وما كانوا يتوةمونه من قوله بدلائل يُلزمونه بها لا نصًّا من قوله، فأما عمْرو بن عُبيد فأظهر القدر.
وقال عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، قال: الخير بقدر والشر ليس بقدر، هكذا رواه أحمد بن علي الأبار في تاريخه، قال: ثنا مُؤمِّل بن إهاب، ثنا عبد الرزاق قلت: هذه هي الكلمة التي قالها الحسن ثمّ أفاق على نفسه ورجع عنها وتاب منها.
وقال ابن الأعرابي أيضًا: كان عامّة نُسّاك البصرة يأتونه ويسمعون كلامَه، وكان عمرو بن عُبيد، وعبد الواحد بن زيد من المُلازمين له، وكان للحسن مجلسُ خاصٌّ في منزله، لا يكاد يتكلّم فيه إلا في معاني الزُّهد والنُّسُك وعلوم الباطن، فمن سأله إنسانٌ غيرَها تبرم به، وقال: إنما خَلَوْنا مع إخواننا نتذاكر، فأمّا حلقتُه في المسجد فكان يمرّ فيها الحديث، والفقه، وعلوم القرآن، واللغة، وسائر العلوم، وكان ربما يُسأل عن التصوُّف فيُجيب، وكان منهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبُهُ للإخلاص وعلم الخصوص.
قال أبو زُرعة الرازي: كلُّ شيءٍ قال الحسن قال رسول صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلًا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث" أ. هـ.
* ميزان الاعتدال: "كان ثقة في نفسه، حجة رأسًا في العلم والعمل، وقد بدت منه هفوة في القدر لم يقصدها لذاتها فتكلموا فيه، فما التفت إلى كلامهم، لأنه لما هو حوقق عليها تبرًا منها" أ. هـ.
* تهذيب التهذيب: "قال حماد بن سلمة عن حميد قرأت القرآن عن الحسن ففسره على الإثبات، يعني على إثبات القدر، وكذا قال حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، وقال رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون سمعت الحسن يقول من كذب بالقدر فقد كفر ... " أ. هـ.
* قلت: وقد نقلنا قول الذهبي في غلط هذه النسبة وأن الإمام الحسن البصري قد تبرأ منها ورد عنها، لقصد لم يكن لذاتها ... والله أعلم بالصواب.
* تقريب التهذيب: "ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرًا ويدلس. قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز، ويقول: حدثنا وخطبنا: يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة ... " أ. هـ.
وفاته: سنة (110 هـ) عشر ومائة.
من مصنفاته: كتاب "التفسير للقرآن" روى عنه جماعة، وكتاب إلى عبد الملك ابن مروان في الرد على القدرية.




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید