المنشورات

ابن الخطير النعماني

النحوي، المفسر: الحسن بن الخطير بن أبي الحسن (2) علي الفارسي، ظهير الدين، أبو علي النعماني (3).
ولد: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة.


من تلامذته: الشريف محمّد الإدريسي وغيره.
كلام العلماء فيه:
* معجم الأدباء: "كان فقيهًا لغويًّا نحويًا".
وقال: "حدثني تلميذه الشريف أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز الإدريسي الحسني الصعيدي بالقاهرة في سنة اثنتي عثرة وستمائة قال: كان الظهير يكتب على كتبه في فتاويه (الحسن النعماني) فسألته عن هذه النسبة فقال: أنا نعماني، وأنا من ولد النعمان بن المنذر ومولدي بقرية تعرف بالنعمانية ومنها ارتحلت إلى شيراز فتفقهت بها فقيل لي الفارسي وأنتحل مذهب النعمان وأنتصر له فيما وافق اجتهادي".
وقال أيضًا: "وكان عالمًا بفنون من العلم: كان قارئًا بالعشر والشواذ عالمًا بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه والفقه والخلاف والكلام والمنطق والحساب والهيئة والطب مبرزًا في اللغة والنحو والعروض والقوافي ورواية أشعار العرب وأيامها وأخبار الملوك من العرب والعجم .. ".
ثم قال: "وكان قيمًا بمعرفة قانون الطب له، وكان عارفًا باللغة العبرانية ويناظر أهلها بها، حتى لقد سمعت بعض رؤساء اليهود يقول له: لو حُلّفْتُ أن سيدنا كان حبرًا من أحبار اليهود لحَلَفْتُ فإنه لا يعرف هذه النصوص بالعبرانية إلا من تدرَّب بهذه اللغة. وكان الغالب عليه علم الأدب، حتى لقد رأيتُ الشيخ أبا الفتح عثمان بن عيسى النحوي البلطي، وهو شيخُ الناس يومئذ بالديار المصرية، يسأله سؤال المستفيد عن حروف من حوشيّ اللغة. وسأله يومًا بمحضري عمَّا وقع في ألفاظ العرب على مال شقحطب فقال: هذا يسمى في كلام العرب المنحوت، ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدة، فشقحطب منحوت من شق وحطب، فسأله البلطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال إليه ليعوّل في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفظه، وسماها "كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب".
قال: ورأيت السعيد أبا القاسم هبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك يسأله على وجه الامتحان عن كلمات من غريب كلام العرب وهو يجيب عنها بشواهدها، وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم بن البيساني قد وضعه على ذلك.
قال: وحدثني عن نفسه قال: لما دخلتُ خوزستان لقيتُ بها المجير البغدادي تلميذ الشهرستاني، وكان مبرزًا في علوم النظر، فأحبَّ صاحبُ خوزستان أن يجمع بيننا للمناظرة في مجلسه، وبلغني ذلك فأشفقتُ من الانقطاع لمعرفتي بوفور بضاعة المجير من علم الكلام، وعرفتُ أن بضاعته من اللغة نزرة، فلما جلسنا للمناظرة والجلسُ غاصٌ بالعلماء فقلتُ له بعرض الكلام: إذا اشرأبت الطلُّة إلى قرينها فأرَّها في وبْصانَ أو الجماد إذأ تأشَّبَ في المغث، فاحتاج إلى أن يستفسر ما قلتُ، فشنَّعْتُ عليه وقلت: انظر إلى المدَّعي رتبةَ الإمامة يجهل لغةَ العرب التي بها نزل كلام رب العالمين وجاء حديث سيد المرسلين، والمناظرة إنما اشتقْت من النظير، وليس هذا بنظيري لجهله بأحد العلوم التي يلزم المجتهدَ القيامُ بها، وكثر لغط أهل المجلس وانقسموا فريقين: فرقة لي وفرقة عليّ، وانفكّ المجلس على ذلك وضاع في الناس أني قطعته.
وكان الظهير قد أقام بالقدس مدة، فاجتاز به الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف فرآه عند الصخرة يدرس، فسأل عنه فعُرِّفَ منزلته من العلم، فأحضره عنده ورغبه في المصير معه ليقمعَ به شهابَ الدين أبا الفتح الطوسي لشيء نقمه عليه، فورد معه إلى القاهرة، وأجرى عليه كل شهر ستين دينارًا ومائةَ رطلٍ خبزًا وخروفًا وشمعة كلٍّ يوم، ومال إليه الناس من الجند وغيرهم من العلماء، وصار له سوقٌ قائم إلى أن قرَّرَ العزيز المناظرة بينه وبين الطوسي في غدِ عيد، وعزم الظهيرُ أنْ يسلك مع الطوسي وقتَ المناظرة طريق المجير من المغالطة، لأن الطوسي كان قليل المحفوظ إلا أنه كان جريئًا مقدامًا شديد العارضة، واتفق أنْ ركب العزيز يومَ العيد، وركب معه الظهير والطوسي، فقال الظهير للعزيز، في أثناء الكلام: أنت مولانا من أهل الجنة، فوجد الطوسي السبيل إلى مقتله فقال: وما يدريك أنه من أهل الجنة؟ وكيف تزكي على الله تعالى؟ فقال له الظهير: قد زكَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فقال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، فقال له: أبيتَ يا مسكين إلا جهلًا، ما تفرّقُ بين التزكية عن الله والتزكية على الله، وأنت من أخبرك أن هذا من أهل الجنة؟ ما أنت إلا كما زعموا أن فأرة وقعتْ في دنِّ خمر فشربت فسكرتْ، فقالت: أين القطاط؟ فلاح لها هرٌ فقالت: لا تؤاخذِ السكارى بما يقولون. وأنت شربتَ من خمر دنِّ نعمة هذا الملك، فسكرت فصرت تقول خاليًا: أين العلماء؟ فأبلس [الظهير] ولم يحر جوابًا، وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز، وشاعت هذه الحكاية بين العوامِّ وصارت تُحكى في الأسواق والمحافل، فكان مآل أمره أن انضوى إلى المدرسة التي أنشأها الأمير تركون الأسدي يدرس بها مذهب أبي حنيفة إلى أن مات، وكان قد أملى كتابًا في تفسير القرآن وصل منه بعد سنين إلى تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253] في نحو مائتي ورقة، ومات ولم يختم تفسير سورة البقرة" أ. هـ.
* تاج التراجم: "كان عالمًا بفنون من العلم وكان يحفظ كتاب (التفسير) لتاج القراء و (الجامع الصغير) لمحمد بن الحسن الشيباني ونظم النسفي "أ. هـ.
* معجم المفسرين: "نحوي، لغوي، عروضي، عالم بالتفسير والفقه والخلاف والكلام والحساب والمنطق والهيئة والطب واللغة العبرية، مقرئ كبير، من فقهاء الحنفية. يقال له الفارسي لأنه تفقه بشيراز. دخل دمشق وأقام بالقدس مدة وعرف الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي منزلته في العلم فدعاه للإقامة في مصر" أ. هـ.
وفاته: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة قال ياقوت: "مات بالقاهرة من الديار المصرية" أ. هـ.
من مصنفاته: تفسير القرآن ويعرف بـ "التفسير النعماني"، وله "شرح الجَفع بين الصحيحين" للحميدي، و"تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب".



مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید