المنشورات

البوعقيلي

النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: الحسن [ويقال الأحسن] بن محمّد بو جمعة البوعقيلي [وقيل البعقيلي] البيضاوي.

كلام العلماء فيه:
• الأعلام: "سكن الدار البيضاء، وتوفي بها"أ. هـ.
• معجم المفسرين: "فقيه متصوف أصولي مفسر مشارك"أ. هـ.
• المعسول: "هذا السيد الجليل أحد السوسيين البارزين المشهورين في آفاق الطرق الصوفية. وقد كانت الطريقة الناصرية هي الوحيدة المشهورة في (سوس) منذ أوائل القرن الثاني عشر. يوم رفع رايتها أصحاب الشيخين سيدي محمّد ناصر وولده أحمد. وهذه الطريقة يقتصر عمل رؤسائها العلماء على تعليم الناس في المدارمى. وفقراتها الأميين على تعليم الناس في الأسواق والمجتمعات التوحيد ومبادئ الدين وأسسه. وتدريب الناس على عمارة المساجد. فكانت المدارس والمساجد مجالات أصحاب الطريقة الناصرية".
وقال: "قال علي بن الحبيب: (الفقيه الصوفي الزاهد الولي. العارف بالله سيدي الحاج الحسن بن محمّد بن بو جمعة البعقيلي أصلًا. البيضاوي دارًا. كان هذا السيد ذا زهد وسكون، بالصلاح مقرون، وهو إمام في زاويته بـ (الدار البيضاء) يعظ الناس لاتعاظه في نفسه:
لا يبلغ المرء في أوطانه شرفًا ... حتى يكيل تراب الأرض بالقدم
استأنس بالله، ولم يبق مع الكون، ففتح له طريق الغيوب الملكوتية، واستقام له سير في فضاء المشاهدة الوحدانية، فسرح في محيطائها، راتع في هياكل ثمراتها، حسن العلم والرواية، كثير الدين، كثير الحياء مقدمًا في إرشاد الخلق، عظيم المنزلة عند الخاصة والعامة، له تلاميذ أخيار، كثيرون مباركون، نشأ في عفاف وطهارة وديانة، جميل اللقاء كثير الحياء والوقار، طلب العلم بعد حفظه للقرآن، نحوًا وأدبًا وفروعًا وأصولًا، ثم بعده أخذ في التصوف، وبحث عن أسراره الإلهية، حتى أشير إليه فيها، وتكلم في علم الأحوال والمقامات، وألف في ذلك تآليف، وانتفع به خلق كثير في التصوف، وكتبه شاهده له بكماله، علمًا وعملًا، كافية في تعريفه، مزيته معروفة شرقًا وغربًا، مع ما انضاف إلى ذلك من التحقيق بالعبودية، والبراءة من حول وقوة، لا يبالي بمدح ولا ذم، ولو لم أره قلت ما رأيت كمالًا، وهناك علمًا وجمالًا وكان أمة وحده، ولا شك أن العارف غريب الهمة، بعيد القصد، لا يساعد على قصده، ولا يرى لنفسه مزية، لغلبة هيبة الجلال عليه، ينظر لجميع العباد بعين الرحمة والشفقة، مع توفية الحقوق، ومن جملة حالاته الحسنة تألف قلوب الناس، فأحبوه محبة خارقة، ينتظرون خروجه للصلاة بزاويته، ويأتونه من كل فج، فإذا رأوه تزاحموا عليه، وتطارحوا على تقيل يده المباركة، وكذلك أكابر وقته يقدمون له ويزدحمون عليه، وهو لا يحفل بذلك، وقد منح الاستقامة والحلاوة، حتى استفز عقول المشارقة والمغاربة، حتى صاروا يبحثون بأبحاثهم العريضة على تآليفه المفيدة، وتأليفه أشهر، والتعريف به كمن يعرف بالشمس والقمر".
ثم قال في ميدان تصوفه: "كان للرجل طموح وتعالي إلى المقامات العليا التي خلق لها، فتوجهت همته مبكرة إلى الطريقة الأحمدية، فأذن له فيها  الأستاذ سيدي الحاج الحسين الإيفراني، وسيدي عبد الله القشاش السويري، وقد ذكر ذلك في كتابه (أراءة عرائس شموس فلك الحقائق العرفانية").
وقال أيضًا: "كما ذكر أنه أخذ عن روحانية الشيخ التيجاني، وقد عبر عن ذلك بقوله: (تلقيت على سبيل الطريقة الأويسية من حضرة بحر روحانية الشيخ رضي الله عنه الإجازة المطلقة، وهو مضمن قوله لنا رضي الله عنه في عالم الخيال: أذنتك في طريقتي، فقبلت صدره الشريف، ثم قال لي: أذنتك في طريقين بنية الأسم الأعظم في جميع الأذكار منها، ثم قال: أنت رئيس العلماء، وسيدهم وإمامهم، هذا في معرض جواب أجيب به بعض شياطين الأغبياء، ذابًّا به عن حريم سيادته، بعد أن فصل بيده فصوله وأبوابه لنا في كراس").
من أقواله: في المعسول قال: "وقد ذكر في كتابه (الشرب الصافي) رؤيا وقعت له وهو في (14) من عمره حين كان يقرأ في (ايكضي) قال: رأيت رؤيا وهي من أقسام الوحي عام أربعة عشر في القرن الرابع عشر -الموافق لسن عمري حيئذ-".
فقال بعد أن ذكر قصة الرؤيا التي رآها: " ... فأولتها لنفسي بأنه أكرمني بالدين ولباس التقوى، وأولت تتبع أثر شريعته وأولت متابعة الناس وأهل السماه بإمامة الدين، وأولت الشراب في الوادي الأول بالشريعة، الثلاثة بمراتبها الثلاثة، والثاني بالطريقة، والثلاثة بمراتبها الثلاثة، وأصل الوادين بالحقيقة، والثلاث بمراتبها الثلاثة، وأولت كمال الاتباع بكمال الاتباع والاهتداء، فرمت بها جازمًا بأنه لا يتطرق إليه شيطان، فظهر سره في فلله الحمد وتمام الشكر" أ. هـ.
وفاته: سنة (1368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة وألف.
من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"إيضاح الأدلة بأنوار الأئمة"، و"أنساب شرفاء سوس".




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید