المنشورات

زَيد بن علي

المفسر: زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسين العلوي الهاشمي القرشي.
ولد: سنة (79 هـ) تسع وسبعين، وقيل: (80 هـ) ثمانين للهجرة.
من مشايخه: أبوه زين العابدين، وأخوه الباقر وغيرهما.
من تلامذته: ابن أخيه جعفر بن محمد، وشعبة وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ دمشق: "من أهل المدينة، وفد على هشام بن عبد الملك فرأى منه جفوة، فكان ذلك سبب خروجه وطلبه الخلافة، وخرج بالكوفة .. " أ. هـ.
* السير: "كان ذا علم وجلالة وصلاح، جفا وخرج فاستشهد.
وفد على متولى العراق يوسف بن عمر، فأحسن جائزته ثم رُدّ فأتاه قوم من الكوفة، فقالوا: ارجع نبايعك، فما يوسف بشيء فأصغى إليهم وعسكر فبرز لحربه عسكر يوسف، فقتل في المعركة ثم صلب أربع سنين".
ثم قال: "قال عيسى بن يونس: جاءت الرافضة زيدًا فقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى ننصرك، قال: أتولاهما، قالوا: إذًا نرفضك، فمن ثم قيل لهم: الرافضة، وأما الزيدية فقالوا بقوله، وحاربوا معه. وذكر إسماعيل السدي عنه، قال الرافضة حزبنا مرقوا علينا، وقيل: لما انتهره هشام وكذبه قال: من أحب الحياة ذل ثم تمثل:
إن الحكم ما لم يرتقب حسدًا ... أو مُرهف السيف أو وَخز القنا هتفا
مَنْ عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبًا ... موتًا على عجل أو عاش فانتصفا"
وقال: "قال عباد الرُّواجني: أنبأنا عمرو بن  القاسم قال: دخلت على جعفر الصادق، وعنده ناس من الرافضة، فقلت: إنهم يبرؤون من عمك زيد فقال: برأ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم ما تركنا وفينا مثله ... ".
ثم قال: "خرج متأولًا وقتل شهيدًا، وليته لم يخرج، وكان يحيى ولده لما قتل بخراسان ... ثار يحيي بخراسان وكاد أن يملك" أ. هـ.
وذكر الذهبي أيضًا مقتل يحيى ولده سنة خمس وعشرين ومائة ... رحمهم الله تعالى.
* تاريخ الإسلام: "كان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد، فكانت سببًا لرفع درجته في آخرته" أ. هـ.
* فوات الوفيات: "سأل زيد بن عليّ بعض أصحابه عن قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10]، قال: أبو بكر وعمر، ثم قال: لا أنا لنبي الله شفاعة جدي إن لم أوالهما، وقال: أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت مثل ما حكم به أبو بكر في جدك.
وقال أيضًا: "الرافضة حربي وحرب أبي في الدّنْيا والآخرة" أ. هـ.
* تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات وقال: رأى جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. "
ثم قال: "وأعاد ابن حبان ذكره في طبقة أتباع التابعين، وقال روى عن أبيه وإليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة" أ. هـ.
* تقريب التهذيب: "ثقة .. هو الذي ينسب إليه الزيدية، خرج في خلافة هشام بن عبد الملك فقتل بالكوفة" أ. هـ.
* معجم المفسرين: "قرأ على واصل بن عطاء (رأس المعتزلة) وكانت له آراء في العقيدة تأثر فيها به، ثار على الأمويين، محاولًا الاستيلاء على الحكم (سنة 122 هـ) وقتل أثناء ذلك تنسب إليه الطوائف الزيدية، من آثاره تفسير غريب القرآن، رواه عنه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، قال صاحب "تاريخ التراث العربي" وهذا التفسير يناهض القدرية، ويخالف رأي المعتزلة في خلق الأفعال مخالفة واضحة، بيد أن زيدًا يشارك المعتزلة في كثير من آرائهم ... وفي هذا التفسير شروح لمواضع ليست ذات دلالة عقيدية .. " أ. هـ.
* قلت: أما القول الأخير في مشاركة الإمام زيد بن عليّ المعتزلة في بعض آرائه، وأنه قرأ على واصل بن عطاء رأس المعتزلة، فهذا قول مردود، وقد تكلم في ذلك بشيء من التفصيل شريف الشيخ صالح أحمد الخطيب في كتابه "الإمام زيد بن عليّ المفترى عليه"، ورد قول: إن الإمام زيد بن عليّ تتلمذ على واصل بن عطاء وذلك في الصفحات (53 - 65) من الكتاب المذكور أعلاه جعلها في ست نقاط نفى فيها أن زيد بن عليّ أخذ الاعتزال وتتلمذ على واصل بن عطاء من خلال دراسته التحليلية المقارنة للروايات التاريخية والأقوال المأثورة وشهادات العلماء في مختلف مصادر الترجمة وغيرها.
وقال المؤلف بعد ذلك: "إن زيد بن عليّ لم يتتلمذ على واصل بن عطاء، ولم يكن معتزليًا كما يزعم المعتزلة والزيديون، وإنه كان من أهل السنة والجماعة، وكان على عقيدتهم".
وقد تكلم صاحب الكتاب حول آرائه  الاعتقادية وجعلها في خمسة فصول: التوحيد، والعدل، والإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتكلم عن قول الإمام زيد بن عليّ في كل واحدةٍ من تلك المعتقدات منها: أنه يقول إن كلام الله غير مخلوق، وإنه نفى التشبيه عن الله عز وجل والتجسيم، وأما ما قاله المعتزلة في خلق أفعال العباد فإن الإمام زيدًا اعتبر الإنسان حرًّا مختارًا في طاعته وعصيانه، وأن المعصية ليست قهرًا على الله تعالى، وفي هذا خلاف رأي المعتزلة.
وخالف الإمام زيد المعتزلة في الإيمان وقال بما قال السلف: الإيمان يزداد وينقص، قال المؤلف: "مع أنه لم يرد عنه -أي الإمام زيد بن علي- نص صريح في ذلك، إلا أنه كان يعد كما قدمنا من قبل من سلف أهل السنة، ورأي جمهور أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص".
أما فيما يتعلق بالخلود في النار لمرتكب الكبيرة، فلم يقل الإمام زيد بن عليّ بذلك، وكان القول بخلوده في النار من جملة القول بوجوب الوعد والوعيد أو من لوازمه فكيف يقال إن زيدًا وافق المعتزلة في القول بالوعد والوعيد! هذا ما لم يقله زيد بن علي.
وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد تكلم شريف الشيخ صالح حول هذا الموضوع وما كانت من فتنة خروج الإمام زيد على الخليفة في وقته وأنه -أي الإمام زيد- لم يخرج كما تقول الخوارج: في أن ما رآه دينًا ليس بدين، فإنهم يعتقدون رأيًا هو خطأ وبدعة ويقاتلون النَّاس عليه بل يكفرون مخالفيهم ... وهذا القول لم يكن عند الإمام زيد وإنما خرج -كما قال الذهبي رحمه الله- متأولًا، كما في وقعة الجمل وصفين والحرة وغيرها، لظنه أن بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة فلا يحصل بالقتال ذلك وتعظم المفسدة عندها، أن الإمام زيدًا أراد مصلحة المسلمين ولكن لم يقدر الله ذلك، وحصلت الفتنة وقتل شهيدًا، وهو لم يخرج داعيًا إلى معتقد باطل ولا إلى بدعة من بدع المعتزلة، وإنما خرج غضبًا لله، ولترك السلطان العمل بالكتاب والسنة وانتشار البدع مع العلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن الخروج على السلطان الجائر لم يكن مبدأ أو أصلًا من أصول المعتزلة من أول الأمر في زمن واصل بن عطاء. إذن لم يخرج الإمام زيد بن عليّ إلا مجتهدًا في النصوص، وخرج لإعادة الحق ...
هذا ما اختصرناه من كتاب شريف الشيخ صالح ومن أراد المزيد فليراجع الكتاب ... والله ولي التوفيق.
وفاته: سنة (122 هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: (120 هـ) عشرين ومائة، وقيل غير ذلك.
من مصنفاته: تفسير غريب القرآن.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید