المنشورات

سعيد بن محمّد ديب حوى

المفسر سعيد بن محمّد ديب حوى وينتهي نسبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولد: سنة (1354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة وألف.
من مشايخه: محمّد الحامد، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ محمّد علي مراد وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* تتمة الأعلام: "أبرز الدعاة الإسلاميين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين ... وقد عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين والقوميين والإخوان المسلمين، وانضم إلى الإخوان عام (1372 هـ) (وهو في الصف الأول الثانوي، وقد مرت به أحداث كثيرة جرت في سورية، وله ذكريات وملاحظات وتغييرات على ما جرى في وقته، مثل الاحتلال الفرنسي، وأول دستور لسورية بعدم الاستقلال ... وتنظيم الإخوان المسلمين ... والسجن ... دوّنها وغيرها في ذكرياته التي نشرت بعنوان (هذه تجربتي وهذه شهادتي) ... ".
ثم قال: "شارك مشاركة رئيسية وفعالة في أحداث الدستور سنة (1973 م) وسجن خمس سنوات .. كما كان عضوا في قيادة الإخوان المسلمين في سوريا للفترة (1978 - 1982) " أ. هـ.
• قلت: ننقل بعض المواضع من كتابه "الأساس في التفسير" والذي من خلاله يمكن ملاحظة منهجه ومذهبه الاعتقادى على قدر المستطاع، ومنهجه يأتي بما يمليه عليه منهج الإخوان المسلمين حول تذبذبهم الاعتقادي عن أساس الدعوة إلى الإسلام وجعل المنهج الذي يحتوي جميع طوائف المسلمين، وهو ينقل كثيرًا من تفسير ابن كثير وخاصة في ما يتعلق بآيات الصفات والمتشابهات، وينقل عن النسفي والآلوسي وسيد قطب وسوف ننقل بعض المواضع من هذا التفسير والله الموفق.
- قال تحت عنوان (فصل في مسألة اعتقادية)  (1/ 47):
"من المسائل التي وقع فيها خلاف كثير بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة مسألة تسمى بمسألة خلق الأفعال. فأهل السنة يروْن أن كل شيء يجري في هذا الكون إنما هو بعلم الله وإرادة الله وقدرة الله، وذلك لا ينافي اختيار الإنسان وهو موضوع سنبسطه في أكثر من مكان. والمعتزلة يقولون بالقوة المودعة، وأن الإنسان يخلق أفعال نفسه الاختيارية. وهو كلام ظاهره براق لأنه يتفق مع النظرة الحسيّة، ولكنه منقوض عقلًا ونقلًا كما سنرى. ومناقشات أهل السنة والجماعة لهم في هذا الموضوع كثيرة، ونادرًا ما تجد سورة من سور القرآن إلا ولأهل السنة حجّة فيها على المعتزلة في هذا الشأن، ومما استدلوا به على المعتزلة من سورة الفاتحة كلمة الحمد لله، فإن الألف واللام للاستغراق، وهذا يفيد أن كل أنواع الحمد لله. وهذا لا يتأتى إلا إذا كان الله هو الفاعل لكل شيء قال ابن كثير: والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى كما جاء في الحديث" اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله"، واستدلوا من الفاتحة على المعتزلة بقوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وبقوله تعالى: {اهْدِنَا} فلولا أن الله هو الخالق فكيف يُستعان؟ وكيف تُطلب الهداية منه؟ وهذا موضوع سنرى حيثياثه في أمكنة أخرى".
وقال (1/ 110) في فصل قضايا عقدية وتعقيبًا على ما سبق:
"مر معنا في هذا المقطع قوله تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} فدل ذلك على أن الله عز وجل هو الذي يخلق الهداية والضلال، على أن ذلك له أسبابه كما رأينا {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} وهذا يؤيد ما اتجه إليه أهل السنة والجماعة في مسألة خلق الأفعال في أنهم يثبتون الأسباب ويسندون الخلق لله، فكل شيء بعلمه جل جلاله وإرادته وقدرته ابتداءً واستمرارًا، ولقد رأينا النقول التي نقلناها بمناسبة قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وكيف أن الصحابة اعتبروا من مخلات التوحيد الاعتماد على الأسباب أو نسبة الأفعال إليها دون ملاحظة أن ذلك لم يكن إلا بالله.
وأهل السنة والجماعة يرون أن الإيمان هو التصديق، ويعتبرون العمل بالإسلام علامة كمال، ومن ثم فلا يحكمون بكفر من صدّق إذا أخلّ إلا إذا كان في تصديقه خلل، أو أتى ناقضًا يخل بأصل الإيمان، ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فالعطف في اللغة العربية يقتضي المغايرة، ومن ثمّ فإن العمل الصالح غير الإيمان.
ولعل أحدًا من الناس يضايقه ذكر مثل هذه المعاني ولهؤلاء نقول: إننا لسنا أمام خيار، فلقد ثارت هذه المسائل في التاريخ وأثيرت وإما أن نقدم للمسلمين اليوم خلاصة التحقيق فيها ليكون عند المسلم مناعة ضد الخطأ، أو نسكت فيقع المسلم في الاتجاهات الخاطئة، ونحيل المسلم على رسالتنا "جولات في الفقهين الكبير والأكبر" ليرى فيها ضرورة ما ذكرنا".

قلت: ومما ذكر حول الإيمان هو التصديق، واعتبار العمل بالإسلام علامة كمال نقلًا عن أهل السنة والجماعة؛ هذا قول الأشعرية، ولعل سعيد حوى مال إليه لذكره إليه وجعله ضمن (الأخيار) حول هذه المسألة.
ثم نذكر بعض المواضع التي تكلم فيها صاحب الترجمة من صفات عنها ونقله من أئمة التفسير:
قال في الاستواء (4/ 1914): "قال ابن كثير: (وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدًّا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث ابن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا: وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله ما وردت به الآيات القديمة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى".
وتكلم في مواضع (5/ 2725) و (7/ 3344) عن الاستواء وقال في العرش (5/ 2424): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: "قال ابن كثير: (والعرش أعظم المخلوقات وسقفها)، أقول: العرش مخلوق غيبي، يجب الإيمان به، ونمسك عن التفصيل في شأنه، إلا في الحدود التي فصلت فيها النصوص، والنص في سياقه يفيد أن من كانت السماوات والأرض خلقه، والعرش سلطانه، فكيف يستغرب أن يوحي إلى خلقه ليوجههم ويأمرهم وينهاهم".
قلت: ولكن هناك روايات أخرى تقول بأن القلم هو أول ما خلق الله تعالى قال ابن كثير في تفسيره لسورة القلم (4/ 402): "وأوردوا -أي الأئمة- في ذلك الأحاديث الواردة في ذكر القلم، فقال ابن أبي حاتم .. عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعساني أبي حين حضره الموت فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب! قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب القدر وما هو كائن إلى الأبد) ".
قال ابن كثير: "وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد من طرق عن الوليد بن عبادة عن أبيه به، وأخرجه الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي به، وقال: حسن صحيح غريب. ورواه أبو داود في كتابه السنة من سننه .. " أ. هـ. قول ابن كثير بتصرف.
وقال القرطبي في تفسيره لسورة القلم (8/ 225) بعدما ذكر بعض الروايات وقول ابن عباس - رضي الله عنه - وقتادة "قال غيره: فخلق الله القلم الأول فكتب ما يكون في الذكر ووضعه عنده فوق عرشه، ثم خلق القلم الثاني ليكتب به في الأرض" أ. هـ.
ثم فسّر معنى "القلم" في سورة العلق (20/ 120): وذكر ثلاث مسائل، وجعل رواية "أول ما خلق الله القلم .. " الحديث وغيرها ثابتة وصحيحة، وقسّم الأقلام إلى ثلاث .. القلم الذي خلق الله تعالى بيده، وأقلام الملائكة، وأقلام الناس .. وفي ذلك اتساع وللمزيد فليراجع كتب التفسير، وفي ذلك فائدة ذكرناها .. والله تعالى الموفق.
قال سعيد حوى في اليد في سورة آل عمران (2/ 800) في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ .. } الآية: "أي الأمور كلها تحت تصرفه، وهو المعطي المانع، يمنّ على من يشاء بالإيمان والعلم، والتصرف التام .. " أ. هـ.
وقال في سورة المائدة (3/ 1437) في قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: "أي بخيلة، قال ابن عباس: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكن يقولون بخيل يعني: أمسك ما عنده بخلًا، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا" أ. هـ.
ثم نقل قول ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} من سورة الفتح (9/ 5360) عن معنى اليد.
وقال في صفة المجيء من سورة الفجر (11/ 6518) في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}: (قال ابن كثير: فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، كما يشاء والملائكة يجيئون بين يديه صفًّا، وقال النسفي: أي: ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفًّا بعد صف محدقين بالجن والإنس" أ. هـ. ثم يكرر كلام ابن كثير في المجيء (11/ 6523).
وقال في معنى "أعيننا" في قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا .. } الآية (5/ 3556): "قال ابن كثير: بمرأى منا.
أقول: في ذلك تطمين له من أن يزيغ في صنعته عن الصواب" أ. هـ.
ثم يذكر معنى أعيننا في مواضع أخرى كما في (7/ 3642) و (10/ 5609) يذكر فيها قول ابن كثير أيضًا، والنسفي.
وقال في معنى الكرسي في تفسير آية الكرسي (1/ 596):
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: للعلماء في تفسير الكرسي هنا أقوال. منهم من فسّره بالعلم، ومنهم من فسّره بالعرش، ومنهم من فسّره بمخلوق عظيم محيط دون العرش، ومنهم من فسّره بالقدرة، ومنهم من فسره بالملك، وقد ذكر ابن كثير ذكر تفسير الكرسي هنا بالعلم، نقلًا عن ابن عباس. ومن عادته في هذه الحالة، أن يقدم الأرجح عنده، ثم نقل قول ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن المسيب مثله. ونستطيع أن نقول: إن أجود ما يفسر به الكرسي، إن أخرجناه عن لفظه هذا التفسير. وأما إذا لم تخرجه عن لفظه، فأجود ما يقال فيه، ما قاله ابن كثير، والصحيح، أن الكرسي غير العرش. والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وإذن صار معنى النص على القول الأول: أحاط علمه السماوات والأرض. وعلى القول الثاني: إن كرسيه الذي هو دون العرش، محيط بالسماوات والأرض، ومن كان مثل هذا خلقه، ما أعظمه".
• قلت: ونذكر الآن ما قال عبد الرحمن اللويحق في كتابه "الغلو في الدين" حول الغلوفي مفهوم الجماعة حيث قال (210):
"ولقد وقع الغلو في مفهوم الجماعة في العصر الحديث حيث اعتقد بعض الناس المنتمين لجماعة من الجماعات أن جماعتهم جماعة المسلمين، وجعلوا كل حديث ورد في النهي عن مفارقة الجماعة منزلًا على جماعتهم الخاصة، وسأورد مثالين من كتابات بعض المنتمين لبعض الجماعات فيما يلي:
المثال الأول: يقول الشيخ سعيد حوى -رحمه الله-: "إنه من استقراء عام لجميع النصوص ولواقع المسلمين الحالي، واحتياجهم نستطيع أن نحدد مواصفات الجماعة التي تعتبر جماعة المسلمين، والتي يجب على كل مسلم أن يضع يده بيدها، كفتوى عصر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) .. ومع أن المرشد الأول والثاني للإخوان المسلمين لم يعتبرا من سوى الإخوان المسلمين خارجًا عن جماعة المسلمين، ومع أنه لم يزل فقهاء الدعوة المعتمدون يعتبرون الإخوان المسلمين جماعة من المسلمين تسعى لأن تتحقق بمواصفات جماعة المسلمين، وأنها متى استطاعت أن تطور نفسها نحو ذلك فعندئذ تصبح جماعة المسلمين، مع أن فقهاء الدعوة المعتمدين يعتبرون أن الأمر كذلك، فإن الأدلة كلها -كما سنرى- تدل على أن هذه الجماعة هي أقرب الجماعات على الإطلاق، لأن تكون جماعة المسلمين، ولا ندعي العصمة، ولكن غيرنا كذلك غير معصوم، ولا ندعي الكمال، وغيرنا كذلك ليس كاملًا".
قلت: والمثال الثاني في ذلك هو شكري مصطفى ولكن اقتصرنا على المثال الأول لصاحب الترجمة.
ثم نقول: هل لسعيد حوى مسلك صوفي؟ يجيب عليه صاحب كتاب (تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي "بقوله (112): "ومما يؤسف له أن بعض الدعاة المعاصرين الذين نهلوا من المناهل الصوفية -رغم بعض مواقفهم الإيجابية في رد جملة من الفكر الصوفي الساقط- لم يستطيعوا التخلص من هذه العقيدة الباطلة، فيقول الشيخ سعيد حوى (1) -وهو يذكر الدور الذي يجب أن يضطلع به الشيخ الصوفي في التربية والتعليم-: "وهذا لا يتأتى للشيخ إذا لم يكن عالمًا في الكتاب والسنة، قادرًا على تربية النفس البشرية، محيطًا بعلوم الإسلام والثقافة الإسلامية، عارفًا بعصره وبالتاريخ" (2) أ. هـ.
وفاته: سنة (1409 هـ) تسع وأربعمائة وألف.
من مصنفاته: "الأساس في التفسير"، و"الأساس في اللغة"، وكتاب "الإسلام"، "الخمينية" شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف، وغير ذلك.



مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید