المنشورات

الطُّوفِي

اللغوي، المفسر: سليمان بن عبد القوي بن  عبد الكريم الطوفي الصرصري أبو الربيع، نجم الدين.
ولد: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة.
من مشايخه: الفارقي، ومحمد بن الحسين الموصلي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• الدرر: "وكان في الشعر الذي نسبوه إليه مما يصرح بالرفض قوله:
كم بين من شك في خلافته ... وبين من قيل إنه الله
وكان موته ببلد الخليل في رجب سنة (716 هـ)، وعاش أبوه بعده سنوات، وقال الكمال جعفر: كان كثير المطالعة، أظنه طالع أكثر كتب خزائن قوص.
قال: وكانت قوته في الحفظ أكثر منها في الفهم ومن شعره في ذم دمشق:
قوم إذا دخل الغريب بأرضهم ... أضحى يفكر في بلاد مقام
بثقالة الأخلاق منهم والهوى ... والماء وهي عناصر الأجسام
وزعورة الأرضين فامتن وقع ... ونم كبعير المستعجل التمتام
بجوار قاسيون هم وكأنهم ... من جرمه خلقوا بغير خصام
وقال الذهبي: كان دينًا ساكنًا قانعًا ويقال: إنه تاب عن الرفض ونسب إليه أنه قال عن نفسه:
حنبلي رافضي ظاهري ... أشعري إنها إحدى الكبر
• ذيل طبقات الحنابلة: "وله نظم كثير رائق، وقصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقصيدة طويلة في مدح الإمام أحمد وكان مع ذلك كله شيعيا منحرفا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال في نفسه:
حنبلي رافضي أشعري؟ ... هذه أحد العبر
ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من قصائده، حتى إنه صنف كتابًا سماه "العذاب الواصب على أرواح النواصب".
ومن دسائسه الخبيثة: أنه قال في شرح الأربعين للنووي: اعلم أن من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء: تعارض الروايات والنصوص، وبعض الناس يزعم أن السبب في ذلك: عمر بن الخطاب، وذلك أن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة من ذلك الزمان، فمنعهم من ذلك وقال لا أكتب مع القرآن غيره مع علمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكتبوا لأبي شاه خطبة الوداع" وقال: "قيدوا العلم بالكتابة". قال: فلو ترك الصحابة يدون كل واحد منهم ما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لانضبطت السنة، ولم يبق بين آخر الأمة وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حديث إلا الصحابي الذي دون روايته، لأن تلك الدواوين كانت تتواتر عنهم إلينا، كما تواتر البخاري ومسلم ونحوهما. فانظر إلى هذا الكلام الخبيث: أن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - هو الذي أضل الأمة، قصدا منه وتعمدا. ولقد كذب في ذلك  الخبيث: أن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - هو الذي أضل الأمة، قصدا منه وتعمدا. ولقد كذب في ذلك وفجر. ثم إن تدوين السنة أكثر ما يفيد صحتها وتواترها. وقد صحت بحمد الله تعالى، وحصل العلم بكثير من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها -أو أكثرها- لأهل الحديث العارفين به من طرق كثيرة، دون من أعمى الله بصيرته، لاشتغاله عنها بشبه أهل البدع والضلال، والاختلاف لم يقع لعدم تواترها، بل وقع من تفاوت معانيها. وهذا موجود، سواء دونت وتواترت أم لا. وفي كلامه إشارة إلى أن حقها اختلط بباطلها، ولم يتميز. وهذا جهل عظيم.
وقد كان الطوفي أقام بالمدينة النبوية مدة يصحب الرافضة: السكاكيني المعتزلي ويجتمعان على ضلالتهما، وقد هتكه الله، وعجل الانتقام منه بالديار المصرية.
قال تاج الدين أحمد بن مكتوم القيسي في حق الطوفي: قدم علينا -يعني الديار المصرية- في زي أهل الفقر، وأقام على ذلك مدة، ثم تقدم عند الحنابلة، وتولى الإعادة في بعض مدارسهم، وصار له ذكر بينهم. وكان يشارك في علوم، ويرجع إلى ذكاء وتحقيق، وسكون نفس، إلا أنه كان قليل النقل والحفظ، وخصوصا للنحو على مشاركة فيه، واشتهر عنه الرفض، والوقوع في أبي بكر وابنته عائشة رضي عنهما، وفي غيرهما من جملة الصحابة رضي الله عنهم، وظهر له في هذا المعنى أشعار بخطه، نقلها عنه بعض من كان يصحبه ويظهر موافقة له، منها قوله في قصيدة:
كم بين من شك في خلافته ... وبين من قيل إنه الله
فرفع أمر ذلك إلى قاضي قضاة الحنابلة سعد الدين الحارثي، وقامت عليه بذلك البينة، فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيره وإشهاره، وطيف به، ونودي علبه بذلك، وصرف عن جميع من كان بيده من المدارس، وحبس أياما، ثم أطلق. فخرج من حينه مسافرًا فبلغ إلى قوص من صعيد مصر، وأقام بها مدة ثم حج في أواخر سنة أربع عشرة. وجاوز سنة خمس عشرة ثم حج، ثم نزل إلى الشام إلى الأرض المقدسة فأدركه الأجل في بلد الخليل - عليه السلام - في شهر رجب سنة ست عشرة وسبعمائة. قلت: وقد ذكر بعض شيوخنا عمن حدثه عن آخر: أنه أظهر له التوبة وهو محبوس. وهذا من تقيته وثقافته، فإنه في آخر عمره لما جاور بالمدينة كان يجتمع هو والسكاكيني شيخ الرافضه ويصحبه. ونظم في لك ما يتضمن السب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد ذكر ذلك عنه شيخنا المطري، حافظ المدينة ومؤرخها. وكان قد صحبه بالمدينة، وكان الطوفي بعد سجنه قد نفي إلى الشام فلم يمكنه الدخول إليها، لأنه كان قد هجا أهلها وسبهم، فخشي منهم، فسيّر إلى دمياط، فأقام بها مدة، ثم توجه إلى الصعيد" أ. هـ.
• بغية الوعاة: "قال الصفدي: كان فقيهًا شاعرًا أديبًا، فاضلًا قيمًا بالنحو واللغة والتاريخ، مشاركًا في الأصول، شيعيًا يتظاهر بذلك، وجد بخطه هجو في الشيخين ففوض أمره إلى بعض القضاة وشُهد عليه بالرفض، فضرب ونفي إلى قوص، فلم ير منه بعد ذلك ما يشين" أ. هـ.
• الأعلام: "فقيه حنبلي من العلماء ولد بقرية طوف، (من أعمال صرصر بالعراق) أ. هـ. 

• قلت: قال الدكتور ناصر القفاري في كتابه "أصول مذهب الشيعة" متكلما حول دخول بعض الشيعة في مذهب السنة -في الظاهر- للإضلال: "قام بعض شيوخهم المتستربن بالانتساب للسنة بابتداع بعض الأفكار المشابهة للفكر الشيعي وطرحها في الوسط الإسلامي ... ويرى الشيخ محمّد أبو زهرة بأن السلوفي نجم الدين (المتوفى سنة 716) قد تعمد الترويج للمذهب الشيعي بهذه الوسيلة في بحثه عن المصلحة الذي قرر فيه بأن المصلحه تقدم على النص، لأن هذا مسلك شيعي حيث عند الشيعة أن للإمام أن يخصص أو ينسخ النص بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالطوفي قد أتى بالفكرة كلها، وإن لم يذكر كلمة الإمام وأبدلها بالمصلحة ليروج القول وينشر الفكرة، ثم يقرر أبو زهرة بأن الطوفي في تهوينه من شأن النص ونشر فكرة نسخه أو تخصيصه بالمصالح المرسلة قد أراد تهوين القدسية التي تعطيها الجماعة الإسلامية لنصوص الشارع".
وقال الدكتور القفاري في الهامش: وقد اعتمد أبو زهرة في حكمه على الطوفي بما جاء عنه في طبقات الحنابلة .. " أ. هـ.
وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة.
من مصنفاته: "بغية المسائل في أمهات المسائل" في أصول الدين، و"الإكسير في قواعد التفسير" و "العذاب الواصب على أرواح النواصب".




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید