المنشورات

عَضُد الدين الإيجي

المفسر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار بن أحمد، أبو الفضل، عضد الدين الإيجي، الشيرازي.
ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة.
من مشايخه: زين الدين الهنكي، وفخر الدين الجاربردي وغيرهما.
من تلامذته: شمس الدين الكرماني، والتفتازاني، والضياء القرمي وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• الدرر: "كان إمامًا في المعقول قائمًا بالأصول والمعاني والعربية مشاركًا في الفنون".
وقال: "وقع بينه وبين الأبهري منازعات وماجريات، وكان كثير المال جدًّا، كريم النفس يكثر الأنعام على الطلبة، وجرت له محنة مع صاحب كرمان فحبسه بالقلعة" أ. هـ.
• النجوم: "كان إمامًا بارعًا مفتنًا فقيهًا مصنفًا وله اليد الطولى في علم المعقول والمنقول ... وكان رحمه الله كريمًا عفيفًا جواد أحسن السيرة مشكور الطريقة" أ. هـ.
• طبقات ابن قاضي شهبة ناقلًا عن السبكي: "كان إمامًا في المعقولات عارفًا بالأصلين والمعاني والبيان والنحو مشاركًا في الفقه له في علم الكلام كتاب المواقف وغيرها" أ. هـ.
• الشذرات: "قال التفتازاني في الثناء عليه: لم يبق لنا سوى اقتفاء آثاره والكشف عن خبيئات أسراره، بل الاجتناء من بحار ثماره، والاستضاءة بأنواره" أ. هـ.
• روضات الجنات: "كان في عالي مرتبة من مراتب التصرف والتحقيق، وقاضي درجة من مدارج التعمق والتدقيق، عديم النظر في أفنانه، وفقيد البديل في أمثاله وأقرانه" أ. هـ.
• معجم المفسرين: "عالم بالأصول والمعاني والعربية والتفسير والكلام قاض، من فقهاء الشافعية" أ. هـ.
• موقف ابن تيمية من الأشاعرة، حيث قال المؤلف في معرض كلامه عن كتاب (المواقف في علم الكلام) للمترجم له: "ومنزلة هذا الكتاب عند الأشاعرة -ممن جاء بعده كبيرة- فهو يمثل الصياغة النهائية لمذهبهم، وهو أيضًا يضارع ما بلغ المغني للقاضي عبد الجبار بالنسبة للمعتزلة، وما بلغه كتاب الشفاء لابن سينا بالنسبة للفلاسفة، وذلك أنه بشرح الجرجاني يعد حصيلة تراث الأشاعرة كما يعد المغني حصيلة تراث المعتزلة على أن النسق الذي اتبعه الإيجي في كتابه لم يجعل الكتاب مقصورًا في موضوعاته على علم الكلام، إذا اختلطت هذه الموضوعات بالفلسفة والمنطق حتى أصبحت هذه سمة علم الكلام لدى متأخري الأشاعرة، وإذا كانت هذه  السمة معروفة لدى الرازي قبله فالواقع أن الإيجي كان تابعًا له في نسقه الكلامي وإن كان قد تخلص مع كثرة التفريعات المعروفة عن الرازي هذا ولقد كان الإيجي أكثر اتساقًا عن الرازي في موقفه الأشعري فلم يُغلّب الفلسفة على علم الكلام تغليب الرازي، ولم يتناقض في آرائه بين مؤلفاته مما جعله أكثر تمثيلًا لعلم الكلام للأشعري من الرازي.
وقد كان دعم هذا الكتاب للمذهب الأشعري مع سهولته ودقة تبويبه أن اصبح مقررًا دراسيًا في العصور المتأخرة لدى كثير من المعاهد والجامعات في بعض أنحاء العالم الإسلامي" أ. هـ.
• قلت: إن المترجم له هو مؤلف: "العقائد العضدية" المشهورة وصاحب كتاب "المواقف في علم الكلام" وغيرهما من كتب الاعتقاد والفلسفة والكلام وهو الإمام المشهور والقاضي المعروف، فأما مذهبه فهو شافعي، وأما اعتقاده فهو أشعري وأحد أئمتهم في ذلك، ولو رجعنا إلى كتبه لوجدنا ذلك واضحًا جدًّا، فمثل كتاب "المواقف" تجد أنه يتكلم في علم الكلام وكيف يوظف هذا العلم لمعرفة المذاهب -كما قال في مقدمة الكتاب-: "في إثبات الصانع وتوحيده وتنزيهه عن مشابهة الأجسام واتصافه بصفات الجلال والإكرام، وإثبات النبوة التي هي أساس الإسلام وعليه مبنى الشرائع والأحكام .. " الخ. ومنهجه في كتابه أنه يذكر اختلاف الأقوال في الاعتقاد من الأسماء والصفات والنبوة وغيرها ويجعلها على شكل مواقف، ويذكر فيه أقوال أئمة الأشاعرة واختلافهم في ذلك على عدة مقاصد ذكرها، فهو يذكر أقوال الرازي والغزالي وابن فورك وغيرهم من أئمة الأشاعرة، فمثلًا يذكر في المرصد الثاني من الموقف الأول في مطلق العلم عدة مذاهب يورد قول الأئمة ثم يذكر الراجح والمختار حيث يقول: "أنه صفة -أي العلم- توجب لمحلها مميزًا بين المعاني لا يحتمل النقيض، وأورد العلوم العادية فأنها تحتمل النقيض" (1) أ. هـ.، هذه إثبات لصفة العلم أحد الصفات السبعة التي أثبتها الأشاعرة دون باقي الصفات لله تعالى.
وأيضًا نذكر بعض المواضع التي تثبت أشعريته حيث قال في صفة العلم منها مكتسبة وضرورية بعد توجيهها على عدة مذاهب، ونقض مذاهب ضعيفة في ذلك: "أن الكل ضروري -أي العلم- وبه قال ناس وهو قول الإمام الرازي، وهؤلاء فرقتان، فوقة تسلم توقفه على النظر فيكون النزاع معهم في مجرد التسمية، وفرقة تمنع ذلك، وهؤلاء إن أرادوا أنه لا يتوقف على النظر، وجوبًا، بل عادة أو أن العلم بعده غير واقع به أو بقدرتنا بل بخلق الله تعالى، فهو مذهب أهل الحق من الأشاعرة، وإن أرادوا أنه لا يتوقف عليه أصلًا فهو مكابرة ... " (2) أ. هـ.
هذه بعض المواضع ومن أراد التفصيل والاستزادة فليراجع كتابه هذا حيث يذكر ويتكلم حول ما ذكرناه آنفًا من المعتقدات التي اعتمد فيها المذهب الأشعري؛ كإثبات الصفات السبعة العلم والقدرة والإرادة والمعرفة لله تعالى والنبوة وغيرها وهو فيه يوافق أئمة المذهب الأشعري ويحرص على اختيار القول الأقرب للصواب عندهم، بعد إيراد المذاهب التي ذهب إليها أئمة الكلام إن كان من الأشعرية أو المعتزلة أو غيرهما من الفرق ويخلص إلى الإختيار إلى أحد مذاهب الأشاعرة والدفاع عنه.
وفاته: سنة (756 هـ)، وقيل: (753 هـ) ست وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين وسبعمائة.
من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" ذكره البغدادي وسماه "تحقيق التفسير في تكثير التنوير"، و"العقاند العضدية" وغير ذلك.






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید