المنشورات

ابن رُسْتُم

المفسر: عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى من أصل فارسي.
من مشايخه: أبو عبيدة وغيره.
كلام العلماء فيه:

• معجم أعلام الجزائر: "مؤسس أول دولة إسلامية جزائرية مستقلة وأول من ملك من الرستميين فيها ...
كان من فقهاء الإباضية في إفريقيا، معروفًا بالزهد والتواضع وكان على جانب عظيم من العلم والعمل والعدل" أ. هـ.
• الأزهار الرياضية: "لما ولي عبد الرحمن بن رستم ما ولي من أمور الناس، شمر مئزره وأحسن سيرته، وجلس في مسجده للأرملة والضعيف، لا يخاف في الله لومة لائم، وطار صيته في أطراف الأرض شرقًا وغربًا، حتى اتصل ذلك بإخوانهم أهل البصرة وغيرها من بلاد الشرق، فتباشروا وقالوا: قد ظهر بالمغرب إمام ملأه عدلًا، وسوف يملك الشرق ويملؤه عدلًا أيضًا فانشطوا لإمداده وجدوا لإعانته ورب يوم يأتي يشملكم فيه عدله، ويعمكم حكمه، إن قدر الله بذلك وأراد بكم خيرًا".
• قلت: هذا ملخص عن الدولة الرستمية (160 - 296) ونشأتها ونظامها الحكومي منقول عن كتاب "تاريخ الجزائر العام" (2/ 165):
"نشأتها:
خرج أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري إمام الإباضية من القيروان سنة (141 هـ -758 م) لقمع شوكة قبيلة وفرجومة المقيمة بطرابلس، واستخلف عنه القاضي عبد الرحمن بن رستم، وبقي أبو الخطاب هنالك إلى سنة (144 هـ - 761 م) حيث بعث لابن رستم ليلتحق به في وقائع الأمير محمّد بن الأشعث، وما كاد ابن رستم يتصل في جنوده وعساكره الجرارة بأبي الخطاب حتى بلغه نعيه وانهزام جيشه، وشاهد يومئذ ابن رستم في قابس حوادث ثورات الأهالي على العامل بها، فما وسعه إلا الرجوع إلى القيروان فصادفها كذلك في ثورة عامة عارمة فتسلل منها في أهله وولده وخرج مختفيًا عن الأعين إلى أن حل بالمغرب الأوسط فنزل على قبيلة (لماية) بجبل منيع يسمى سوفجج. فاستقبله أهالي الجبل بما يليق به من الإكرام، وشاع يومئذ ذكره في الآفاق فوفدت عليه وجوه الإباضية من العلماء الأعيان وأخذوا حينئذ في تدبير أمرهم وتنظيم شؤونهم من رفع شأن الخوارج بإنشاء دولة لهم.
وبينما القوم يخوضون في ذلك إذ فاجأتهم جنود ابن الأشعث فأحاطت بالجبل ثم ارتدوا عنه بأمر أميرهم، ويومئذ خرج ابن رستم في أصحابه يطلبون مكانًا منيعًا يتخذونه كمركز لبث دعوتهم ونشر مبادئهم بتلك النواحي.
فكان ذلك المكان بعمالة وهران على غيضة بين ثلاثة أنهر عند سفح جبل جزول، هو (تيهرت) المعروفة اليوم بتاقدمت غرب المدينة الرومانية (تيارات) الحالية أي على نحو خمسة أميال منها، وكان شروعهم في ذلك سنة (148 هـ -765 م)، ثم كانت بيعة عبد الرحمن بن رستم بالإمامة فيه سنة (160 هـ -776 م)، فكان بذلك عبد الرحمن أول مؤسس لدولة إسلامية جزائرية مستقلة، وحالف التوفيق عبد الرحمن بن رستم في ذلك حيث إنه قد سبق وأخبر إقليم تاهرت منذ أن التجأ إليه عقب خروجه لأول مرة من القيروان سنة (144 هـ - 761 م) أمام زحف قوات القائد العباسي محمّد بن الأشعث على إباضية طرابلس  وإفريقية، فصارت لهذا الإمام الإباضي دراية بإقليم تاهرت وأحوال أهله ووجد فيه الصلاحية لتحقيق هدفه في السيادة والسلطان، ويبدو من عدم مقاومة الأمير العباسي بالقيروان لهذه الدولة الجزائرية الناشئة أن الإمارة العربية كانت ضعيفة بالمغرب العربي يومئذ، كما أن إهمال الأغالبة لها هو كذلك من بواعث نشاط هذه الدولة في توطيد ملكها بهذه الديار.
ولقد نجحت هذه الدولة في تأسيس مركزها هذا فوفقت فيه غاية التوفيق فإن قرب تيهرت من الصحراء يمنعها من الوقوع في يد العدو في أيام الحرب، كما أن موقعها هذا بين جبال الأطلس إلى بلاد التل الخصيبة جعلها تهيمن على بلاد المغرب من جهاتها الأربع، فلا هي متطرفة جنوبًا ولا شمالًا، ثم إنها كانت حسب موقعها الجغرافي أيضًا متوسطة بين ولاية تونس والمغرب الأقصى.
نظامها الحكومي:
يرتكز محور نظام الحكم بهذه الدولة على أساس الكتاب والسنة حسب ما تؤديه قواعد اجتهاد أئمة المذهب الإباضي تحت إدارة وإشراف رئيسها الأعلى الملقب بالإمام -إذ لا خلافة وراثية عندهم- رغم أننا نرى حكام هذه الدولة كلهم من أحفاد المؤسس وأسباطه، والإمام يتعين في منصبه هذا بالانتخاب والكفاءة أو العهد إليه من سلفه، وله مستشارون ومحتسبون وأمناء بيت المال، وللقاضي السلطة المطلقة في تنفيذ الأحكام الشرعية وهو في الغالب يكون من غير أهل البلد ليهابه الناس، وهناك شرطة لحماية الأمن العام وجند مختلط من العرب والعجم والبربر.
وماليتها متكونة مما يتجمع في خزينتها من مال الزكاة والجزية والخراج مع ما كان يتجمع لديها من تبرعات خوارج المشرق أيضًا. فكانت الحكومة تنفق منها بالعدل وما فضل عنها ردته على الفقراء والمساكين، وللحكومة سكة مضروبة باسمها أما لغتها الرسمية فهي العربية وبحانبها البربرية وكثيرًا ما ترجمت إليها كتب العلم والدين والدواوين أيضًا وحتى القرآن الكريم، ولقد تعاقب على ملك هذه الدولة ثمانية من الأئمة" أ. هـ.
وفاته: سنة (171 هـ) إحدى وسبعين ومائة.
من مصنفاته: له "تفسير القرآن".




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید