المنشورات

ابن الجوزي

النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي القرشي التميمي البغدادي الحنبلي المشهور بابن الجوزي، أبو الفرج.
ولد: سنة (510 هـ)، وقيل: (514 هـ)، وقيل: (508 هـ) عشر، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ثمان وخمسمائة.
من مشايخه: سمع من أبي القاسم بن الحسين، وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي وغيرهم.

من تلامذته: حدث عنه الحافظ عبد الغني، وابن الدبيثي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• البداية والنهاية: "له في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو .. " أ. هـ.
• الوافي: "له اطلاع على متون الحديث، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدّثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين، فإنه كثير الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات، والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها ولا ذكرها في الموضوعات، وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حسانًا قوية، وكلامه في السّنة مضطرب تراه في وقت سُنيًا وفي وقت متجهمًا محرفًا للنصوص والله يرحمه ويغفر له.
وغالى بعض النّاس فيه فقال: جُمعت كراريسه التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خصّ كل يوم تسعة كراريس وهذا مما لا يكاد العقل يعيه، ويقال: إنه جمعت براية أقلامه فكان شيئًا كثيرًا وأوصى أن يسخن به الماء الذي يغسّل به ففعل ذلك وفضل منها .. " أ. هـ.
• ذيل طبقات الحنابلة: "نقم عليه جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم ميله إلى التأويل في بعض كلامه، وأسند نكيرهم عليه في ذلك ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار فلم يكن خبيرًا يحل شبه المتكلمين وبيان فسادها، وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل، متابعًا لأكثر ما يجده من كلامه، وإن كان قد رَدّ عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار فلهذا يضطرب في هذا الباب وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.
قال الشيخ موفق الدين المقدسي: ... وكان حافظًا للحديث، وصنف فيه إلا أننا لم نرض تصانيفه في السُّنة ولا طريقته فيها" أ. هـ.
• المفسرون بين التأويل والإثبات: "الإمام ابن الجوزي من أعلام القرن السادس، اشتهر شهرة فائقة، ذهب بحديثه الركبان في المشرق والمغرب، اشتهر بفصاحته وجودة خطابته، يقال إنه كان يجتمع في مجلسه آلاف الناس، وساهم في المكتبة الإسلامية بمؤلفات قيمة في مختلف الفنون وله خبرة بالسير والحوادث والرجال.
أما عقيدته في الأسماء والصفات: فالذي حكى عنه أصحاب مذهبه أنه كان مضطربًا فيثبت بعض الصفات ويؤول بعضها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما جاء في المجموع: إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظمًا ونثرًا ما أثبت به كثيرًا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف، فهو في هذا الباب مثل كثيرين من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس، يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات، كما هو حال أبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي (1) ".
ثم قال: "وقال ابن قدامة: كما في ذيل طبقات الحنابلة: كان ابن الجوزي إمام عصره إلا أننا لم نرتضِ تصانيفه في السنة ولا طريقته فيها (2).
والذي يرجع إلى التفسير يرى أن ابن الجوزي في تفسيره بين مذهب المؤولة ومذهب المفوضة، فتراه في الاستواء يحكي إجماع السلف على قراءة الآية فقط، ولم يزيدوا على ذلك وتراه في باقي الصفات يؤول، وربما استدل لتأويله بما نقل عن الإمام أحمد في تأويل صفة الإتيان والمجيء، وقد بينا كذب ذلك نقلًا عن ابن تيمية في الكلام على القرطبي (3)، ومما يدل على أنه كان لا يرى مذهب السلف في الإثبات ما ذكره في (صيد الخاطر) عن ابن عبد البر قال: ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له ابن عبد البر صنف كتاب (التمهيد) فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا، فقال هذا يدل على أن الله تعالى على العرش؛ لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عزَّ وجلَّ، لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام فقاس صفة الحق عليه (4).
والخلاصة أن ابن الجوزي يميل إلى التأويل ويرى أنه من أئمة الأشاعرة فينصر مذهبه كما هو واضح في تفسيره.
صفة الاستهزاء:
قال عند قوله تعالى {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الآية.
اختلف العلماء في المراد باستهزاء الله بهم، على تسعة أقوال:
أحدها: أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار فيسرعون إليه فيغلق ثم يفتح لهم باب آخر فيسرعون فيغلق فيضحك منهم المؤمنون، روي عن ابن عباس.
الثاني: أنه إذا كان يوم القيامة جمدت النار كما تجمد الإهالة في القدر فيمشون فتنخسف بهم. روي عن الحسن البصري.
الثالث: أن الاستهزاء بهم إذا ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فيبقون في الظلمة فيقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا.
الرابع: أن المراد به يجازيهم على استهزائهم فقوبل اللفظ بمثله لفظًا وإن خالفه معنى فهو كقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ} وقال عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أراد فنعاقبه بأغلظ من عقوبته.
الخامس: أن الاستهزاء من الله التخطئة لهم والتجهيل، فمعناه الله يخطئ فعلهم ويجهلهم في الإقامة على كفرهم.
السادس: أن استهزاءه استدارجه إياهم.

السابع: أنه إيقاع استهزائهم بهم ورد خداعهم ومكرهم عليهم، ذكر هذه الأقوال محمّد بن القاسم الأنباري.
الثامن: أن الاستهزاء بهم أن يقال لأحدهم في النار وهو في غاية الذل (ذق إنك أنت العزيز الكريم) الدخان، ذكره شيخنا في كتابه.
التاسع: أنه لما أظهروا من أحكام إسلامهم في الدّنْيا خلاف ما أبطن لهم في الآخرة كان كالاستهزاء بهم (1).
صفة الحياء:
قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} والحياء بالمد، الانقباض والاحتشام غير أن صفات الحق عز وجل لا يطلع لها على ماهية وإنما تمر كما جاءت، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن ربكم حيى كريم).
وقيل: معنى لا يستحي: لا يترك وحكى ابن جرير الطبري عن بعض اللغويين أن معنى لا يستحي لا يخشى ومثله {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} أي تستحي منه فالاستحياء والخشية ينوب كل واحد منهما عن الآخر وقرأ مجاهد وابن محيصن (لا يستحي) بياء واحدة وهي لغة (2).
صفه الاستواء:
قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
قال: وإجماع السلف منعقد على ألا يزيدوا على قراءة الآية وبعضهم يقول: استوى بمعنى استولى ويحتج بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق
ويقول الشاعر أيضًا:
هما استويا بفضلهما جميعًا ... على العرش الملوك بغير زور
وهذا منكر عند اللغويين.
قال ابن الأعرابي: العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى، ومن قال ذلك فقد أعظم، قالوا: وإنما يقال استولى فلان على كذا إذا كان بعيدًا عنه غير متمكن منه ثم تمكن منه والله عزَّ وجلَّ لم يزل مستوليًا على الأشياء والبيتان لا يعرف قائلهما، كذا قال ابن الفارس اللغوي، ولو صحا فلا حجة فيهما لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليًا نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة (3).
صفة الوجه:
ابن الجوزي ممن يؤولون صفة الوجه ويعطلونها عن حقيقتها تبعًا لمذهبه الأشعري المزعوم وينصر في ذلك مذهب المؤولة، وها أنا أنقل ما ذكر عند صفة الوجه في مواردها في القرآن قال في سورة البقرة عند قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فيه قولان:

أحدهما: فثم الله، يريد علمه معكم، أين كنتم وهو قول ابن عباس، ومقاتل.
والثاني: فثم قبلة الله قاله عكرمة ومجاهد (1).
وقال في قوله تعالى {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} فيه قولان:
أحدهما: ما أريد به وجهه، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الثوري.
والثاني: إلا هو، قاله الضحاك، وأبو عبيدة (2).
وقال في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ويبقى ربك (3).
"صفة المجيء والإتيان":
وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا وذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال: المراد به قدرته وأمره، قال: وقد بينه في قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (4).
وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}.
قال الحسن: أو يأتي أمر ربك.
وقال الزجاج: أو يأتي إهلاكه وانتقامه إما بعذاب عاجل أو بالقيامة (5).
التعليق:
تقدم أنه لا يصح ما نقله عن أحمد والحسن فتنبه واعلم أنه لم يرد حرف واحد في التأويل عن السلف وكل ما نقل فهو كذب واختراع.
صفة المعية:
قال عند قوله تعالى من سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بعلمه وقدرته (6).
تفسير الكرسي:
قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية أي احتمل وأطاق وفي المراد بالكرسي ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه كرسي فوق السماء السابعة دون العرش، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة" وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء.
والثاني: أن المراد بالكرسي علم الله تعالى، رواه ابن جبير عن ابن عباس.
والثالث: أن الكرسي هو العرش قاله الحسن (7).

صفة النفس:
قال عند قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} قال الزجاج: تعلم ما أظهره ولا أعلم ما عندك علمه والتأويل تعلم ما أعلم وأنا لا أعلم ما تعلم (1).
صفة اليد:
ابن الجوزي في صفة اليد مؤول معطل قال عند قوله تعالى {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}.
قال الزجاج: وقد ذهب قوم إلى أن معنى يد الله نعمته وهذا خطأ ينقضه {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} فيكون المعنى على قولهم: نعمتاه ونعم الله أكثر من أن تحصى والمراد بقوله: بل يداه مبسوطتان أنه جواد ينفق كيف يشاء وإلى نحو ذلك ذهب ابن الأنباري.
قال ابن عباس: إن شاء وسع الرزق وإن شاء قدر (2).
صفة المحبة:
قال عند قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} قال ابن عباس: لا يرضى بالمعاصي وقد احتجت المعتزلة بهذه الآية فأجاب أصحابنا بأجوبة: منها أنه لا يحبه دينًا ولا يريده شرعًا فأما أنه لا يريده وجودًا فلا.
والثاني: أنه لا يحبه للمؤمنين دون الكافرين.
والثالث: أن الإرادة معنى غير المحبة فإن الإنسان قد يتناول المر ويريد بط الجرح ولا يحب شيئًا من ذلك، وإذا بان في العقول الفرق بين الإرادة والمحبة بطل ادعاؤهم التساوي بينهما وهذا معتمد، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (3).
صفة الفوقية:
وقال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} القاهر الغالب، والقهر الغلبة، والمعنى أنه قهر الخلق فصرفهم على ما أراد طوعًا وكرهًا فهو المستعلي عليهم وهم تحت التسخير والتذليل.
إثبات الرؤية:
قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} في الإدراك قولان:
أحدهما: أنه بمعنى الإحاطة.
والثاني: بمعنى الرؤية، وفي الأبصار قولان:
أحدهما: أنها العيون، قاله الجمهور.
والثاني: أنها العقول، رواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي حصين القاري ففي معنى الآية ثلاثة أقوال:
أحدهما: لا تحيط به الأبصار رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال سعيد بن المسيب وعطاء، 
وقال الزجاج: معنى الآية: الإحاطة بحقيقته وليس فيها دفع للرؤية لما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرؤية وهذا مذهب أهل السنة والعلم والحديث.
والثاني: لا تدركه الأبصار، إذا تجلى بنوره الذي هو نوره رواه عكرمة عن ابن عباس.
الثالث: لا تدركه الأبصار في الدّنْيا رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال الحسن، ومقاتل ويدل على أن الآية مخصوصة بالدنيا قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقيد النظر إليه بالقيامة وأطلق في هذه الآية والمطلق يحمل على المقيد) (1) أ. هـ.
• موقف ابن تيمية من الأشاعرة: وتحت عنوان أقسام العلماء وأنواعهم في مدى معرفتهم بالمعقول والمنقول حيث قال: "كثيرا ما يردد شيخ الإسلام بن تيمية في ردوده على أهل الكلام والنفاة أن كثرهم قليل المعرفة بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والسلف وقد أورد اعتراضًا على قوله هذا ثم أجاب عنه. فقال: فإن قيل: قلّت: إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في ثفسير القرآن وأصول الدين، وما بلغوه عن الرسول، ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك.
قيل هؤلاء أنواع:
نوع ليس لهم خبرة بالعقليات، بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية، وليس لهم قوة على الاستقلال بها، بل هم في الحقيقة مقلدون فيها، وقد اعتقد أقوال هؤلاء، فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك، بل إما أن يظنونه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه، وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي، ومثل أبي ذر الهروي، وأبي بكر البيهقي، والقاضي عياض، وأبي الفرج بن الجوزي، وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم" أ. هـ.
من أقواله: الوافي: "وقال يومًا في وعظ للخليفة: يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك، وإن سكت خفت عليك، فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك، إن القائل اتقِ الله خير من القائل أنتم أهل بيت مغفور لكم" أ. هـ.
وفاته: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة.
من مصنفاته: منها كتابه في التفسير المشهور بـ "زاد المسير" وله تفسير أبسط منه لكنه ليس بمشهور، وله "جامع المسانيد" استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي ... وله مؤلفات كثيرة.




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید