المنشورات

أبو مُحمد الأَنْصَاري

المفسر: عبد السلام بن أحمد بن غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين عز الدين، أبو محمد الأنصاري المقدسي.
من مشايخه: لازم جده الشيخ غانم.
كلام العلماء فيه:
• عقد الجمان: "الواعظ المطيق المفلق، الشاعر  الفصيح الذي ينسج على منوال ابن الجوزي وأمثاله. . . وكان له قبول من الناس" أ. هـ.
• ذيل مرآة الزمان: " [ثم بعد ذلك لازم كلام جده الشيخ غانم -رحمه الله- فانتفع به، وكان مبدأ شروعه في الوعظ أنه طلب منه مجلس تذكير في حال الخلوة ابن عمه أبو الحسن في حياة عمه الشيخ عبد الله فاطر به، وبلغ الشيخ عبد القادر ذلك فطلبه إليه، وسأله الجلوس، فجلس واشتهر وقُصد لسماع كلامه لا عن قصد منه، ثم توجه إلى الديار المصرية، فطلب منه الجلوس بها فجلس وحصل له قبول، فأقام بالقاهرة، وبنى له زاوية وبالغ جماعة من الناس في الإحسان إليه، فأقام بالديار المصرية على كره لفراق والده وأهله، وعقد بها مجالس، وفتح عليه في ذلك، قيل: إنه كان يعمل خطب المواعيد ارتجالا، ولا يثبت شيئًا يقوله]، وكان يتردد إلى القدس لزيارة والده وأهله، ويتردد من القدس إلى دمشق فيجلس بها في الجامع الأموي، ويحضر مجلسه جماعة من العلماء والفضلاء والزهاد وغيرهم.
ويستحسنون كلامه، وينتفعون به، [و] عمل بدمشق مجلسا في حدود السبعين والستمائة فارتجل فيه خطبة، أولها:
"الحمد لله الذي ملأ الوجود جودا وإحسانا. وأسبغ على كل موجود من سوابغ نعمه سرا وإعلانا. وجعل السجود لقربان حضرته قربانا. وأوفر القلوب بتحقيق شهوده إتقانا. نور بصائر أوليائه، فشاهدوه بعين اليقين عيانا.
كلما جليت عليهم صفاته، هاموا إليها ولهانا. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. زفت عليهم عروس محبته، فجعلوا النفوس عليها سكرانا. واستبدلوا من الملبوس أشجانا وأحزانا. ونثروا الدموع على الخدود فسالت غدرانا. فلما وثقوا العقود وحفظوا العهود، أعطوا من الصدود أمانا. فلو رأيتهم وقد جن عليهم الليل، لحسبتهم في ثياب الخشوع رهبانا. وفي مصابرة الولوع فرسانا. صفوا على سرير الصفا إخوانا. لا تجد فيهم خوّانا. وأصبحوا في خلوة الوفاء ندمانا. لا تعرف فيهم ندمانًا. نصبوا للنصب أشباحهم، ورفعوا للرعب نواحهم. وخفضوا من الرهب جباههم، وفيهم نائح باك، وصائح شاك. يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. قد تجلى لهم الجليل، ونادى يا جبريل! أنم فلانًا، وأقم فلانًا.
وقل يا طالبي وصلي هلمّوا ... فإنا لا نخيب من أتانا
حمانا للذي نهواه رحيب ... إذا ما جاءنا يبغي لقانا
يراق له شراب من وصال ... يمازجه رُضاب من رضانا
هوانا للذي نهوى نعيما ... فلا كان الذي يهوى سوانا
فلو كشف الحجاب لعاشقينا ... وأبدينا الجمال لهم عيانا
وله رحمه الله تعالى:
يا من أناجيه في سري وفي علني ... ومن أرجيه في بؤسي وفي حزني
أفردتني عن جميع الناس يا سكنى ... وأنت أنسي إذا استوحشت من سكني

وأنت روحي إذا جردت عن بدني  

وأنت راحة قلبي في تقلبه ... وأنت غاية قصدي في تطلبه
من لي من مغيث أستغيث به ... إذا تضايق أمر في تكربه
ومن أرجو إذا أدرجت في كفن ... إذا ذكرنك زال الهم من فكري
وأن شهدتك عاد الكل من نظري ... أنه حضرتك لا ألوى على بشر
كان مررت على شيء من السمر ... فغير ذكرك لا تصغي له أذني
ما لي وحقك عن جلواك منصرف ... ولا عناني إلى الأغبار منحرف
فأمني فإني بما قدمت معترف ... فإن عطفت فكل الناس منعطف
وإن وصلت فكل الناس يسعدني ... ومحق حبك ما قلبي بمنقلب
إلى سواك ولا حبلي بمنجذب ... ولا أراك بدمع فيك منسكب
حتى أراك بطرف غير محتجب ... في حضرة القدس لا في خضرة الدمن
• قلت: آثار التصوف واضحة عليه وعلى كلامه، والله أعلم.
وفاته: سنة (678 هـ) ثمان وسبعين وستمائة.
من مصنفاته: "تفسير القرآن" في مجلد و"حل الرموز ومفاتيح الكنوز" في التصوف واصطلاحات التصوف وغير ذلك.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید