المنشورات

الجُرجَاني

اللغوي، المفسر: علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل القاضي، أبو الحسن الجُرجَاني.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ الإسلام: "الفقيه الشافعي الشاعر، وله ديوان مشهور وكان حسن السيرة في أحكامه صدوقًا، جم الفضائل ...
وقال الثعالبي في (يتيمة الدهر): هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ إلى نظم البحتري.
قال أبو سعد الآبي في تاريخه: كان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلًا ولا مقارنًا مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة.
وقال حمزة السهمي: كان قاضي القضاة بالري، وكان من مفاخر جرجان" أ. هـ.
* الوافي: "كان من مفاخر جرجان، وصنف تاريخًا وله في الأدب اليد الطولى وشعره وبلاغته إليهما المنتهى، وله الوساطة بين المتنبي وأبي تمام. وكان شافعي المذهب" أ. هـ.
* قلت: قرر صاحب كتاب "النقد الأدبي عند القاضي الجرجاني" أن القاضي الجرجاني معتزلي، وذلك في موضعين من كتابه الأول فقال: "إن ما أجمع عليه المترجمون له من تفوقه في الفقه على المذهب الشافعي وفي الحديث والتفسير وفي التاريخ وفي الشعر وفي النقد والأدب، ثم آثاره في معظم هذه الشعب، وذلك التفوق وهذه الآثار يحددان لنا نوع ثقافته وطبيعة دراسته: فهو قد استوعب علوم الدين وبرع في فنون اللغة والأدب ولم يشارك في الفلسفة إلا بمقدار ما هو معتزلي ولهذا وصفه أحمد بن يحيى بأنه جمع بين الكلام وفقه الشافعية".

والموضع الثاني:
"اعتزاله: ولقد كان القاضي الجرجاني معتزليًا فلم يكن أحمد بن يحيى المرتضى صاحب "المنية والأمل" ليسلكه في طبقة شيوخ المعتزلة في القرن الرابع الهجري عبد الجبار بن أحمد ت (415 هـ)، إلا وهو متأكد من أنه من كبار رجال هذا المذهب" أ. هـ.
أضف إلى هذا الأمر أن القاضي الجرجاني كان يرى أن الأدب غير الدين، وأنه إذا ورد في الأدب ما يعارض الدين فإن هذا لا يضير الأدب ولا يحط من قيمته الفنية. قلت: قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} وقد ذكر المفسرون في معنى هذه الآية أن المسلم يجب أن يدخل كله في الدين: خلقه، أقواله، أفعاله، حركاته، سكناته، ولا ريب أن تقديم مرضاة الله سبحانه وتعالى على كل شيء أمر مطلوب شرعًا فكيف يقال إن: الدين يكون بمعزل عن الشعر، كما قال الجرجاني.
وله أيضًا شعر في الغزل كثير ولكنه كان مقصورًا على الغلمان، ويقرر صاحب كتاب النقد الأدبي تصوفه فيقول: "حتى إذا تخطى العقد الخامس من عمره تقريبًا وجدناه صاحب نزعة دينية صوفية. وبوحي من نزعته الدينية أطال مكثه بمكة لما سافر إليها للحج، وبدافع من صوفيته رضي هذا الطور الخشن من أطوار حياته بالري بعد موت الصاحب، ورفض مشورة أصحابه بالتحول عنها.
وقد تصوف عن اختيار ورغبة وليس عن ضيق وفقر. وهو في إفراطه في الحياة أو تفريطه فيها حريص أشد الحرص على عزته وكرامته" أ. هـ.
وفاته: سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة في أصح الأقوال، قال ابن خلكان أنه توفي سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة وهو وهم.
قلت: وقد خطَّأ الذهبي ابن خلكان في ذكره وفاة المترجم له سنة (366 هـ) حيث قال في السير: "ووهم ابن خلكان وصحح أنه توفي سنة (366 هـ) وإنما ذاك آخر، وهو: المحدث أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد العزيز" أ. هـ.
من مصنفاته: له تفسير القرآن، و"تهذيب التاريخ"، و"الوساطة بين المتنبي وخصومه" وغير ذلك.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید