المنشورات

البكري

المفسر: علي بن يعقوب بن جبريل البكري، نور الدين، أبو الحسن المصري الشافعي.
ولد: (673 هـ) ثلاث وستين وستمائة.
كلام العلماء فيه:
• البداية: "وقد كان في جملة من ينكر على شيخ الإسلام ابن تيمية، أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده .. وما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كدرة لاطمت بحرا عظيما صافيا، أو رملة أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاء عليه ... وكانت جنازته مشهورة غير مشهودة. وكان شيخه ينكر عليه إنكاره على ابن تيمية ويقول له: أنت لا تحسن تتكلم .. " أ. هـ.
• الدرر: "اشتغل بالفقه والأصول. كان جوادا مقلا فقيها فاضلا مناظرا وهو ممن كان يشدد على ابن تيمية لما امتحن بالقاهرة .. قال الذهبي: كان دينا متعففا مطرحا للتجمل نهاء عن المنكر. وكان وثب مرة على ابن تيمية ونال منه، وأكثر القلاقل" أ. هـ.
• قلت: ومن مقدمة كتابه "الاستغاثة" لشيخ الإسلام، المعروف بالرد على البكري: "له رد على الشيخ تقي الدين بن تيمية في مسألة الاستغاثة بالمخلوقين، أضحك فيها على نفسه العقلاء، وشمت به فيها الأعداء؛ لأن مثله مثل ساقية صغيرة كدرة الماء لاطمت بحرا عظيما صافي الماء قد ملئ درا وجوهرا وحمة وعلما، أو كرملة صغيرة أرادت زوال جبل شامخ عن محله حطما؛ فكان كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: إن كلامه لا يتكلم به أحد من أهل العلم والإيمان، وإنما يتكلم به أعور بين عميان، يروج عليهم بسبب ضلالهم وإضلالهم ما يقوله من الهذيان.
وكان شيخه شمس الدين الجزري (1) قد رد عليه فيما دخل فيه في هذه المسألة من التكفير، وأعظم عليه في ذلك النكير، وبين أن هذا الكلام الذي صدره منه لا يقوله أحد ممن يعرف بالعلم والإيمان، وإنما يقوله جاهل في غاية الجهل أو صبي مع الصبيان، وأخذ شيخه يندب على مصر وينوح، إذ كان مثل هذا الكلام يظهر به فيها شخص ويبوح.
قال ابن تيمية: رأيت أن مثل هذا لا يخاطب خطاب العلماء، وإنما يستحق التأديب البليغ والنكال الوجيع الذي يليق بمثله من السفهاء، إذا سلم من التكفير؛ فإنه لجهله ليس له خبرة بالأدلة الشرعية التي تتلقى منها الأحكام، ولا خبرة بأقوال أهل العلم الذين هم أئمة أهل الإسلام، بل يريد أن يتكلم بنوع مشاركة في فقه وأصول، وتصوف ومسائل كبار، بلا معرفة ولا تعرف، والله أعلم بسريرته، هل هو طالب رياسة بالباطل، أو ضال يشبه الحالي بالعاطل، أو اجتمع في الأمران؟ وما هو من الظالمين ببعيد.
قال: وكلامه في الاستغاثة بغير الله أتى فيه من الجهالات بالعجب العجاب.
قال: فمجموع ما قاله ما علمت أنه سبقه إليه أحد من المسلمين" أ. هـ.
وفي فقرة عقيدة البكري من مقدمة كتاب "الاستغاثة" قال محققه: "البكري صوفي قبوري كما هو واضح فيما نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، يدافع عن أقوال الصوفية ويعظمها ويدعو إلى تعظيم القبور ودعاء القبوريين من دون الله تعالى، بل يكفر ويرمي بالزندقة كل من يرد عليه ضلاله كما فعل مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد قال البكري: لقد خشيت على كثير من أهل العلم الإقليم بشب تقاعدهم عن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انتهى. وهذه عادة القبورية في كل عصر ومصر وقد برأه شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بالحلول والاتحاد وهذا من عدله -رحمه الله- وإنصافه.
ومع صوفيته وقبوريته فقد أغفله الشعراني في طبقاته، ولم أجد له ذكرا في المصادر الصوفية، ولعل تكفيره ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر هو السبب في إغفاله.
وأما اعتقاده في الأسماء والصفات والقدر فليس له كلام واضح فيها، ولكنه يرى بعض آراء الأشاعرة، فهو يرى أن التوحيد هو توحيد الربوبية فقط، وينكر السببية، ويقول بالجبر، وغير ذلك" أ. هـ.
وفاته: (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة.
من مصنفاته: "تفسير الفاتحة" و"كتاب في البيان".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید