المنشورات

ابن دَحيّة الكَلبي

النحوي، اللغوي: عمر بن الحسن، وقيل: الحسين، بن علي بن محمَّد، أَبو الخطاب، ابن دحية الكلبي.
ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة.
من مشايخه: سمع أبا بكر بن الجد، وأبا القاسم بن بشكوال وأبا عبدِ الله بن المجاهد وغيرهم.
من تلامذته: ابن الدبيثي، وأَبو عمرو بن الصلاح وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* السير: "روى عنه ابن الدبيثي، فقال: كان له معرفة حسنة بالنحو واللغة، وأنسه بالحديث، فقيهًا على مذهب مالك، وكان يقول: إنه حفظ "صحيح مسلم" جميعه، وإنه قرأه على شيخ بالمغرب من حفظه، ويدعي أشياء كثيرة.
ولابن عُتين فيه:
دِحيةُ لم يُعْقب فلمْ تَعْتَزي ... إليه بالبُهْتَانِ والإفْكِ
ما صحَّ عندَ الناسِ شيءٌ سِوَى ... أنَّكَ مِنْ كَلْبٍ بلا شكٍّ
قلت: كان هذا الرجل صاحب فنون وتوسع ويد في اللغة، وفي الحديث على ضعفٍ فيه.
قال ابن مسْدي: رأيت بخطه أنَّه سمع قبل سنة سبعين من جماعة كأبي بكر بن خليل، واللواتي، وابن حنين، قال: وليس يُنكر عليه، ثم لم يزل يسمع حتَّى سمع من أقرانه، وحَصَّل ما لم يحصله غيره.
قال الضياء: لقيتُه بأصبهان، ولم أسمع منه، ولم يعجبني حاله؛ كان كثير الوقيعة في الأئمة. وأخبرني إبراهيم السَّنهوري بأصبهان أنَّه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جَرْحه وتضعيفه.
قال الضياء: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك.
وقال ابن نُقطة: كان موصوفًا بالمعرفة والفضل ولم أره، إلَّا أنَّه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها، ذكر لي أَبو القاسم بن عبدِ السلام ثقة، قال: نزل عندنا ابن دحية فكان يقول: أحفظ "صحيح مسلم" و"التِّرمِذي" قال: فأخذت خمسة أحاديث من "التِّرمِذي" وخمسة من "المسند" وخمسة من الموضوعات فجعلتها في جزء، ثم عرضت عليه حديثًا من التِّرمِذي، فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه، ولم يعرف منها شيئًا!
وقال ابن واصل الحموي: كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير له متهمًا بالمُجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أنَّ يعلْق شيئًا على كتاب الشِّهاب، فعلق كتابًا تكلم فيه عن أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك خلَّاه أيامًا وقال: ضاع ذاك الكتاب فعلق لي مثله، ففعل، فجاء الثاني فيه مُناقضة للأول، فعلم السلطان صحة ما قيل عنه، ونزلت مرتبته عنده، وعزله من دار الحديث التي أنشأها آخرًا، وولاها أخاها أبا عمرو.
قرأت بخط ابن مسدي في "معجمه"، قال: كان والد ابن دحية تاجرًا يعرف بالكلبي بين -الفاء والباء- وهو اسم موضع بدانية، وكان أَبو الخطاب أولًا يكتب "الكلبي معًا" إشارة إلى المكان والنسب، وإنَّما كان يُعرف بابن الجُميل تصغير جَمل. قال: وكان أَبو الخطاب علَّامة زمانه، وقد ولي أولًا قضاء دانية.
قلت: وذكر أنَّ سبب عزل ابن دحية أنَّه خَصى مملوكًا له فغضب الملك، وهرب ابن دحية. ولفظ ابن مسدي، قال: كان له مملوك يُسمى ريحان، فجبَّه واستاصل أنثييه وزُبَّه وأتى بزامر، فأمر بثقب شدقه، فغضب عليه المنصور، وجاءه النذير، فاختفى، ثم سار مُتنكرًا.
قلت: وكان ممن يترخص في الإجازة، ويطلق عليها "حدثنا". وقد سمع منه أَبو عمرو بن الصلاح "الموطأ" بُعيد سنة ست مئة" أ. هـ.
* عنوان الدراية: "وهو شيخ فقيه محدث لغوي نحوي تاريخي كان من أحفظ أهل زمانه باللغة، حتَّى صار حوشي اللغة عنده مستعملًا غالبًا عليه .. وكان قصده أنَّ ينفرد بنوع يشتهر به دون غيره من الناس ... وكان إذا كتب اسمه فيما يجيزه أو غير ذلك يكتب ابن دحية ودحية معًا المشبه بجبريل وجَبريل ويذكر ما ينيف على ثلاثة عشرة لغة المذكورة في جبريل ويقول: عبدِ فاطر السماوات والأرض، وهذا نوع انفرد به عمن سواه من أهل العلم .. " أ. هـ.
* الأعلام: "أديب مؤرخ، حافظ للحديث كان كثير الوقيعة في العلماء والأئمة .. " أ. هـ.
وفاته: (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة.
من مصنفاته: "الآيات البينات" و"المطرب من أشعار أهل المغرب" وغيرها.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید