المنشورات

سِيبَويه

النحوي، اللغوي: عمرو بن عُثْمَان بن قنبر، أَبو بشر الفارسي، ثم البصري، ويعرف بشبويه.
ولد: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة.
من مشايخه: الخليل بن أحمد الفراهيدي وعيسى بن عمرو ويونس بن حبيب وغيرهم.
من تلامذته: سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط ومحمد بن المستنير قطرب وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ بغداد: "كان يطلب الآثار والفقه ثم صحب الخليل بن أحمد فبرع في النحو قال إبراهيم الحربي: سمي سيبويه سيبويه، لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحة .. وكان أفهم النَّاس بالنحو ويقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة". أ. هـ.
* المنتظم: "وكان سيبويه يصحب المحدثين والفقهاء ويطلب الآثار، وكان يستملي على حمَّاد بن سلمة، فلحن في حرف، فعابه حمَّاد فأنف من ذلك، ولزم الخليل فبرع في النحو، وقدم بغداد وناظر الكسائي ... وصنف كتابه المشهور ... قال ثعلب: اجتمع أربعون نفسًا حتَّى عملوا كتاب سيبويه هو أحدهم وهو أصول الخليل، ونكته فادعاه سيبويه، وأنا أستبعد هذا لأن مثله لا يخفى والكل قد سلموا للرجل .. " أ. هـ.
* وفيات الأعيان: "كان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو ولم يوضع فيه مثل كتابه ... وقال أَبو زيد الأنصاري: كان سيبويه غلامًا يأتي مجلسي وله ذؤابتان فإذا سمعته يقول: حدثني من أثق بعربيته، فإنما يعنيني .. " أ. هـ.
* السير: "إمام النحو حجة العرب عاش اثنتين وثلاثين سنة" أ. هـ.
قلت: وكان سيبويه ملازمًا لحماد بن سلمة ينهل من علمه، وحماد من أئمة أهل السنة شديد على أهل البدع. وكان سيبويه يستملي الحديث على حمَّاد بن سلمة فبينما هو يستملي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من أصحابي إلَّا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء" فقال سيبويه: "ليس أَبو الدرداء" وظنه اسم ليس فقال حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، وإنما "ليس" ها هنا استثناء: فقال: لا جرم سأطلب علمًا لا تلحنني فيه. فلزم الخليل فبرع. ولذا نرى مشايخ سيبوه الذين لازمهم واستفاد منهم هم من أئمة أهل السنة كالخليل ويونس بن حبيب وحماد وغيرهم بل كان الخليل إذا أقبل عليه سيبويه قال: "مرحبًا بزائر لا يمل! " قال أَبو عمرو المخزومي: ما سمعت الخليل يقولها إلَّا لسيبويه والخليل معروف في محاربته لأهل البدع والأهواء ونصرته لأهل السنة".
"كنا نجلس مع سيبويه في الجلس وكان شابًّا جميلًا نظيفًا قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بهم في كل أدب مع حداثة سنه وقيل: كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عباراته، وانطلاق في قلمه. " أ. هـ.
* البداية: "لقب بسيبويه لجماله وحمرة وجنتيه حتَّى كانتا كالتفاحتين وسيبويه بلغة فارس رائحة التفاح ... ".
وقال: "فبرع في النحو ودخل بغداد وناظر الكسائي. وكان سيبويه شابًّا حسنًا جميلًا نظيفًا" أ. هـ.
* الشذرات: "قال المبرد: كان سيبويه وحماد بن سلمة، أعلم بالنحو من النضر بن شميل والأخفش" أ. هـ.
* الأعلام: "إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو .. " أ. هـ.
* قلت: وذكر الشيخ سعيد الأفغاني في كتابه "في أصول النحو" (ص 102) عن سيبويه: أنَّه كان من المعتزلة قال: "وإذا عرفت أن القياس أداته العقلُ وأن أئمة القياس في النحو سيبويه والفراء وأَبو على الفارسي والرماني وابن جني والزمخشري وأضرابهم كلهم كانوا معتزلة" أ. هـ.
قلت: لقد تتبعت كتب التراجم للمتقدمين والمتأخرين فيما استطعت أن أصل إليها لكل من ترجموا لسيبويه لم يذكر واحد منهم أن سيبويه ينتحل هذا المذهب - مذهب الاعتزال - فما أدري من أين نقل الشيخ سعيد الأفغاني أنَّه كان معتزليًا! بل إنه استنتجه استنتاجًا لقوله السابق عن القياس والعقل، وهذا ليس دليلًا على أن كل من قاس بعقله هو معتزلي، أو على أصولهم فهذا الإمام الأعظم أَبو حنيفة فقهه مشهور على القياس والرأي، وما كان معتزليًا؛ وشيخ الإسلام ابن تيمية جعل كتابًا دفع فيه التعارض بين العقل والنقل وسماه: "درء تعارض العقل والنقل"، وأيضًا لا يقاس أحد على آخر على ما يتساوون في العلوم، ولذلك بأن كان الزمخشري أنحى وقته وهو رأس المعتزلة لا يعني أن سيبويه سابقه مثله على مذهبه، فهذا قياس باطل وليس عليه دليل، وإنَّما يقال عندما نجد للرجل قولًا أو أصلًا يذهب به إلى أحد مذاهب المسلمين، والله تعالى الموفق.
* السير: "مناظرته مع الكسائي والفراء في مسألة الزنبور والنحلة عند يحيى البرمكي، قال الذهبي: هي كذب" أ. هـ.
وفاته: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة.
من مصنفاته: صنف في النحو كتابيًا لا يلحق شأوه، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمزوا في لجج بحره، واستخرجوا من درره ولم يبلغوا إلى قعره.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید