المنشورات

ابن لُب

المفسر، النحوي، اللغوي: فرج بن أحمد بن قاسم بن لب التغلبي الغرناطي، أبو سعيد.
ولد: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة.
من مشايخه: قرأ على أبي الحسن القيجاطي، وأبي عبد الله بن الفخّار، وغيرهما.
من تلامذته: المنتوري، وأخذ عنه بالإجازة قاسم بن علي المالقي شيخ ابن حجر وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• نفح الطيب: "من أهل الخير والطهارة والذكاء والديانة وحسن الخلق رأس بنفسه.
وكان له معرفة بالعربية واللغة ومعرفة التوثيق والقيام على القراءات والتبريز في التفسير والمشاركة في الأصلين والفرائض والأدب، وجودة الحفظ" أ. هـ.
• الإحاطة: "كان عارفًا بالعربية واللغة مبرزًا في التفسير معظمًا عند العامة والخاصة .. من كبار علماء المالكية في عصره. انثهت إليه رئاسة الفتوى بالأندلس" أ. هـ.
• قلت: له نظم في الرد على قول القائل (1):
أيا علماء الدين ذمِّيُّ دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربٌّ بكفري بزعمكم ... ولم يرضه مني فما وجه حيلتي
قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ... فهل أنا راضي بالذي فيه شقوتي
دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى ... دخولي سبيل بينوا لي قضيتي
إذا شاء الرب الكفر مني مشيئة ... فهل أنا عاص باتباع المشيئة
وهل لي اختيار أن أخالف حكمه ... فبالله فاشفوا بالبراهين علتي
وقد ورد الجواب على هذا في كتاب طبقات المفسرين للداودي:
"قضى الرب كفر الكافرين ولم يكن ... ليرضاه تكليفًا لدى كل ملة
نهى خلقه عما أراد وقوعه ... وإنفاذه والملك أبلغ حجة
فترضى قضاء الرب حكمًا وإنما ... كراهتنا مصروفة للخطيئة
فلا ترض فعلًا قد نهى عنه شرعه ... وسلّم لتدبير وحكم مشيئة
دعا الكل تكليفًا ووفق بعضهم ... فخص بتوفيق وعمّ بدعوة
فيقضي إذا لم تنتهج طرف شرعه ... وإن كنت تمشي في طريق المنية
إليك اختيار الكسب والله خالق ... يريد بتدبير له في الخليقة
وما لم يرده الله ليس بكائن ... تعالى وجل الله رب البريَّة
فهذا جوابٌ عن سائل سائل ... جهول ينادى وهو أعمى البصيرة
ثم استشهد على كل بيت من القرآن، فالبيت الأول مأخوذ من قوله تعالى {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا}، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، وقوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}.
والثاني مأخوذ من قول الله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} حجة الملك.
وسأل عمران بن حصين أبا الأسود فقال له: ما يكدح الناس كدحًا؟ شيء قدر عليهم ومضى فيهم. فقال له عمران: أفلا يكون ظلمًا؟ فقال له أبو الأسود كل شيء خلق الله وملك يده: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فقال له عمران: أحسنت، إنما أردت [أن] أختبر عقلك.
الثالث والرابع مأخوذان من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} وقوله: {وَكَرَّهَ إِلَيكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ} الآية.
الخامس مأخوذ من قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إلَى دَار السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فعمّ بالدعاء إلى الجنة، وخصّ بالهداية.
السادس مأخوذ من قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} الآية، مع قوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} الآية.
السابع والثامن مأخوذ معناهما من قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وقوله: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ} الآية" أ. هـ.
قلت: وهو ردٌّ على القائلين بخلق الأفعال.
وفاته: سنة (783 هـ) ثلاث وثمانين وسبعمائة، وقيل: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة.
من مصنفاته: "شرح جُمل الزجاجي"، و"شرح تصريف التسهيل"، و "الباء الموحدة"، و"الألغاز النحوية".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید