المنشورات

الفضل بن دكين

المفسر: الفضل بن دكين -واسم دكين عمرو- بن حماد بن زهير التميمي بالولاء، الملّائي، أبو نُعيم.
ولد: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة.
من مشايخه: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما.
من تلامذته: البخاري، وأحمد بن حنبل ومسلم وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• تاريخ بغداد: "كان أبو نعيم مزاحًا ذا دعابة، مع تدينه وثقته وأمانته".
وقال: "أخبرنا بن محمّد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد قال سمعت أبا نعيم يقول: نظر ابن المبارك في كتبي فقال: ما رأيت أصح من كتابك. أخبرنا ابن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل يقول- شيخان كانوا يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به أحد -أو كثير أحد مثل ما قاما به- عفان، وأبو نعيم.
قلت -أي الخطيب البغدادي-: يعني أبو عبد الله بذلك امتناعهما من الإجابة إلى القول نحلق القرآن عند امتحانهما، وكان امتحان أبي نعيم بالكوفة. قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال سمعت محمّد بن يونس. قال لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثم ابن أبي حنيفة، وأحمد بن يونس، وأبو غسان، وعداد فأول من امتحن ابن أبي حنيفة فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال قد أجاب هذا، فقال ما يقول؟ والله ما زلت أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير.
أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله وعنقي أهون عندي من زري هذا، فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه -وكان بينهما شحناء- وقال: جزاك الله من شيخ خيرًا. أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الكديمي محمّد بن يونس قال سمعث أبا بكر بن أبي شيبة يقول: لما أن جاءت المحنة إلى الكوفة قال لي أحمد بن يونس الق أبا نعيم فقل له، فلقيت أبا نعيم فقلت له. فقال: إنما هو ضرب الأسياط. قال ابن أبي شيبة فقلت له: ذهب حديثنا عن هذا الشيخ، فقيل لأبي نعيم فقال: أدركت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق وإنما قال هذا قوم من أهل البدع. كانوا يقولون لا بأس أن ترمى الجمار بالزجاج، ثم أخذ زره فقطعه ثم قال: رأسي أهون علي من زري. وأخبرنا أبو طاهر أيضًا أخبرنا أحمد بن سليمان النجاد حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أحمد بن الحسن الزمذي أبو الحسن قال سمعث أبا نعيم يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق".
ثم قال: "حدثت عن محمّد بن عبد الله بن المطلب الكوفي حدثنا علي بن محمّد بن صغدان المعدل -بالأنبار- حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم. قال: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدث، فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فكره الشيخ مقالته وصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس:
وما زال بي حبيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حي على الناس يسلم؟
فلم يفقه الرجل مراده: فعاد سائلًا فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ يا هذا كيف بليت بك، وأي ريح هبت إليّ بك؟ سمعت الحسن بن صالح يقول سمعت جعفر بن محمّد يقول: حب علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم. أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الفوارس الحافظ قال سمعت أحمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الله بن الصلت يقول: كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين فجاءه ابنه يبكي، فقال له ما لك؟ فقال الناس يقولون إنك تتشيع، فأنشأ يقول:
وما زال كتمانيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت- وهل حي على الناس يسلم
أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب حدثنا أحمد بن ملاعب قال حدثني صديق لي يقال له يوسف بن حسان ثقة. قال أقال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية، قال: قلت أحكي هذا عنك؟ قال نعم احكه عني. أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا محمّد بن يونسى قال سمعت أبا نعيم يقول: كثر تعجي من قول عائشة: (ذهب الذين يعاش في أكنافهم).
ولكن أبا نعيم يقول:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفًا في أراذل النسناس
في أناس نعدهم من عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس
وبكوا لي حتى تمنيت أني ... مفلت منهم فرأسًا برأس" أ. هـ.
• ميزان الاعتدال: "حافظ حجة إلا أنه يتشيع من غير غلو ولا سب.
قال ابن الجنيد الخُتلي سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم إذا ذكر إنسانًا فقال هو جيد وأثنى عليه فهو شيعي، وإذا قال: فلان كان مرجئًا فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به.
قلت: هذا قول دال على أن يحيى كان يميل إلى الإرجاء، وهو خير من القدر بكثير" أ. هـ.
• قلت: قد وصفه الذهبي في السير بأنه من علماء السلف.
ولعل الذهبي يشير إلى وضعه ضمن علماء القرون الثلاث وهم السلف وتطلق هذه عموما حتى يبين فرق المذاهب الإسلامية الأخرى .. والله أعلم.
• تذكرة الحفاظ: "قال أحمد بن صالح: ما رأيت محدثًا أصدق من أبي نعيم، وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. وقال أبو حاتم: أبو نعيم حافظ متقن" أ. هـ.
• تقريب التهذيب: "ثقة ثبت" أ. هـ.
• أعيان الشيعة: "هو من مشاهير قدماء علماء الشيعة ويروي عنه العامة أيضًا -يقصد بهم أهل السنة- وهو موثوق عندنا وعندهم وإن لم يذكر اسمه في كتب الرجال وذلك لما ذكره الشهيد الثاني وسبطه الشيخ محمّد في تعليقاتهما الرجالية، في (الرياض): كان من مشاهير المحدثين من قدماء أصحابنا يروي عنه الخاصة والعامة وعده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة" أ. هـ.
• قلت: هذه عادة صاحب أعيان الشيعة يذكر الأعلام من أهل السنة ضمن علمائهم لأدنى شبهة وانظر ما ذكره الخطيب في كلامه المتقدم ردًّا على ما ذكره هذا الشيعي.
وفاته: سنة (219 هـ) تسع عشرة ومائتين.
من مصنفاته: ذكر الداودي أن له تفسيرًا.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید