المنشورات

المجتهد الدمشقي

النحوي: محمّد بن أبي بكر الشهير بالمجتهد الشافعي الدمشقي.
كلام العلماء فيه:
* خلاصة الأثر: "قرأ بدمشق وحصل حتى برع في الفنون العربية وخصوصًا بالنحو فإنه كان فيه وحيدًا .. واشتغل عليه جماعة وكان لا يتكلم إلا معربًا .. " أ. هـ.
* نفحة الريحانة: "مجتهد المذهب الكلامي، يقوِّم منه ما اختَلّ، ويصحِّح من تراكيبه التي داخلها الجهلُ المركب ما اعتَلَّ ... وقد رأيت -أي المحيي- له أشعارًا، أكثرها في ذمِّ الزَّمان، وقد رَماه في مَطالبهِ، فمنه قوله:
ومن البَلِيَّة أن ترى ما لا يرى ... وتَرومَ بَذلَ المَجْد من غيرِ المَلِي
وتبيعَ مخزون العلومِ لجاهلٍ ... وتجود بالعلياء عند الأرْذلِ
وتزينَ من دُرِّ الخطابِ فرائدًا ... قد شِنتها بخطاب من لم يَعْقِل
أوَّاهُ مِن نَكَدِ الزَّمانِ وجَوْرهِ ... وتَرَفُّع الأنذالِ والْمُتَسَفِّلِ
ومِن الرزيَّة لا ترى من منْصفٍ ... أو مُسعفٍ إلا وبالأهوَا مَلِى
وَالهَف قلْبي من زَمانٍ شأنهُ ... رمْى الأفاضِلِ بالعناءِ المُعْضلِ
وتعزُّز الوغد اللئيم أخِي الأَذى ... وتذلُّلِ العزِّ الكريمِ المأمَلِ
فاضَ اللِّئامُ وغاضَ كلُّ مُمَنَّعٍ ... وسَطَا بسطْو البَأسِ كلُّ مُجَهّلِ
وتوزَّعت نُوَبُ النَّوائب وانثنى ... فِيها الكرامِ بذِلَّةٍ وتَمَلْمُلِ
وأرْتَاح منْها كلُّ خَبٍّ جاحدٍ ... وبها رَقى العَلْياء كلُّ مُعَلَّل .. )
قلت: لقد بان في أبياته السابقة من ذم الزمان بشكله الذي يدلُّ علي القنوط وسوءِ التوكل وفهم حكمة الله سبحانه فهمًا قاصرًا بل منحرفًا عن العقيدة الصحيحة، ولذا نرى كلامُه الذميم في سب الزمان، والقولُ عليه في ذلِّ العزيز الكريم وعزِّ اللئيم البغيض وهذا بائن في أبياته الأخيرة خاصة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر" والدهر هو الزمان والأيام والسنون والأعوام، ومن تنكر له فقد تنكر لحكمة الله عَزَّ وَجَلَّ في خلقه وما جعل من أرزاق وأقدار لهم ... والله أعلم.
وفاته: سنة (1067 هـ) سبع وستين وألف.
من مصنفاته: حاشية على شرح "الألفية" لابن عقيل.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید