المنشورات

ابن الشِّبِل

النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسين بن عبد الله بن يوسف بن الشبل بن أسامة، أبو علي الشاعر البغدادي الحَريِمي.
من مشايخه: أبو الحسن أحمد بن علي بن الباذن، والأمير أبو محمد الحسن بن عيسي بن المقتدر بالله وغيرهما.
من تلامذته: علق عنه الحافظ أبو بكر الخطيب شيئًا من رسائله.
كلام العلماء فيه:
• المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "صاحب الديوان المشهور، وكان هذا إمامًا في النحو واللغة وعلم الأدب" أ. هـ.
• الأنساب: "كان أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي إمام الزيدية إذا روي عنه قال: أنشدني أبو علي الشبلي، وكان من الشعراء المجودين" أ. هـ.
• المنتظم: "وقد روي من شعره ما يدل علي فساد عقيدته وهو:
بربك أيها الفلك المدار ... أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء ... ففي أفهامنا عنك انبهار
ودنيا كلما وضعت جنينًا ... عراه من نوائبها طوار
هي العشواء ما خبطت هشيم ... هي العجماء ما جرحت جبار
فإن يك آدم أشقي بنيه ... بذنب ما له منه اعتذار
فكم من بعد غفران وعفو ... يُغير ما تلا ليلًا نهار
لقد بلغ العدو بنا مناه ... وحل بآدم وبنا الصغار
وتهنا ضائعين كقوم موسى ... ولا عجل أضل ولا خوار
فيا لك أكلة ما زال فيها ... علينا نقمة وعليه عار
نعاقب في الظهور وما ولدنا ... ويذبح في حشا الأم الحوار
ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار
وكانت أنعمًا لو أن كونًا ... نشاور قبله أو نستشار
وما أرض عصته ولا سماء ... ففيم يقول أنجمها انكدار
وبعض هذه الأبيات يكفي في بيان قبح العقيدة" أ. هـ.
• طبقات الأطباء: "ومن شعر قاله في الحكمة، وهذه القصيدة من جيد شعره وهي تدل علي قوة اطلاع في العلوم الحكمية والأسرار الإلهية وبعض الناس ينسبها إلي ابن سينا وليست له وهي هذه" أ. هـ.
• قلت: وكذا قال ياقوت في معجم الأدباء وهي التي ذكرها ابن الجوزي في المنتظم، ولكن ابن أبي أصيبعة ذكرها بطولها، وبعد قراءتها، يظهر أن ما قاله ابن الجوزي في سوء اعتقاده صحيح لأن المترجم له علي مذهب الفلاسفة في الحكمة الإلهية وجعل الناس والخلق تائهين مع الجبر في وجودنا علي الأرض كقوله:
ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار
وهذا عين قول الجبرية والفرق الضالة التي علي شاكلتها، ولو تمعنت في القصيدة كلها كما ذكرها ابن الجوزي وابن أبي أصيبعة لبان سوء عقيدته.
كقوله أيضًا في الفلك:
وعندك ترفع الأرواح أم هل ... مع الأجساد يدركها البوار
انظر إلي هذا الشك الخبيث في أن أجسام الناس تبلي بعد الموت وترجع الأرواح إلي بارئها عز وجل؟ ! .
ثم ينشد في قصيدة علي وصف الشمس والسماء والجبال كما وصفها الله تعالى في كتابه العزيز بتنقصٍ وكأن الناس في ذلك مجبرين علي ما أذنب به أبونا آدم (- عليه السلام -) يقول:
وأين عقول ذي الأفهام مما ... يراد بنا، وأين الاعتبار؟
ثم يذكر وصف خلق الله تعالى للسموات والأرض وطاعتهما له فيتعجب لو عبد الله تعالى لعباده في الآخرة وقوته علي ما خلق بقوله:
وما أرض عصته ولا سما ... ففيم يقول أنجمها انكدار؟
والله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: 56، 57].
نسأل الله تعالى الثبات على الدين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.
• تاريخ الإسلام: "كان ظريفًا نديمًا مطبوعًا، رقيق الشعر" أ. هـ.
• الأعلام: "شاعر حكيم، من أهل بغداد، مولدًا ووفاة، أقرأ علوم الفلسفة والأدب، ونظم الشعر الجيد، وكان ظريفًا نديمًا" أ. هـ.
وفاته: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة، وله (72 سنة).





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید