المنشورات

الإيجي الصفوي

المفسر محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله، السيد معين الدين بن السيد صفي الدين، الحسني الحسيني الإيجي، الشافعي.
ولد: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة.
من مشايخه: والده، ومحمد الجاجري وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• الضوء اللامع: "نعم الرجل أصلًا ووصفًا" أ. هـ.
• قلت: قال صاحب كشف الظنون في معرض كلامه عن تفسيره: "أوله الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى الخ ذكر فيه أن والده شرع فكتب من سورة الأنعام نبذًا فترك وقال له أنت مأمور بذلك فاستخار الله سبحانه وتعالى في الملتزم فشرع في الروضة الشريفة في الثاني من جمادى الآخرة سنة (904) أربع وتسعمائة. واختتمه في (25) شهر رمضان سنة (905) خمس وتسعمائة، ومن فوائده قوله: اعلم أن ما يحتويه أكثر التفاسير ترى في هذا التفسير مع معان نفيسة صحيحة لم توجد في كثير منها، وكثير"
الزمخشري ومن يحذو حذوه أعرضوا عن المعنى المنقول عن الرسول في الصحاح؛ لعدم فهم مناسبة لفظية أو معنوية وإن نقلوا ما ذكروه إلا آخر الأمر بصيغة التمريض، لكن المسلك في تفسيرنا هذا الاعتماد على المعاني الثابتة عمن أنزل عليه الكتاب، وما نقلنا فيه شيئًا إلا بعد اطلاع وتتبع تام فاعتمد على نقل الشيخ الناقد في الرواية عماد الدين ابن كثير فإنه في تفسيره قد تفحص عن تصحيح الرواية وتجسس عن عجرها وبجرها ولو وجدت مخالفة بين تفسيره وتفسير محيي السنة البغوي سَبعت كتب القوم الذين لهم يد في التصحيح ثم كتبت ما رجحوا لكن أعتمد قليلًا على كلام ابن كثير فإنه متأخر معتن في شأن التصحيح ومحيي السنة في تفسيره ما تعرض لهذا بل قد يذكر فيه من المعاني والحكايات ما اتفقوا على ضعفه بل على وضعه.
وأما الأحاديث المذكورة في تفسيرنا فمعظمها من الصحاح الستة وقد تجد تخريجها مسطورًا في الحاشية وكل معنى ذكرنا فيه بصيغة أو فما هو إلا للسلف وما ذكرناه بقيل فأكثره من مخترعات المتأخرين مما ظفرنا به وأما وجه الإعراب فما اخترت إلا الأظهر والذي ذكرت فيه وجهين أو وجوها فلنكتة واجتهدت في تنقيح الكلام ومآخذ كتابي المعالم والوسيط وتفسير ابن كثير والنسفي والكشاف مع شروحه الحلبي والكشف وشرح المحقق التفتازاني وتفسير البيضاوي وقلما تجد آية إلا وقد وفرتُ في تفسيرها إلى دفع الإشكال أو إلى تحقيق مقال بعبارة وجيزة أو ما آت إليه بإشارة لطيفة دقيقة في كثير من المواضع أوضحته في الحاشية" أ. هـ.
قلت: ومما نقلناه من كتاب "كشف الظنون" وما قاله صاحب الترجمة من اعتماده على تفسير ابن كثير ورحمه الله تعالى بقوله: "فأعتمد على نقل الشيخ الناقد في الرواية عماد الدين بن كثير فإن تفسيره قد تفحّص في تصحيح الرواية، وتجسس عن عجرها .. " إلى آخر كلامه. وهو كما قال: فقد تتبعنا مواضع من تفسير هذا، وخاصة ما يتعلق بالأسماء والصفات، فكان نقله عن ابن كثير واضحًا، بل جُلَّه منه، وهو لا يحيد عن ذلك، وباقي تفسيره أيضًا، وإليك أيها القارئ الكريم بعضًا من تلك المواضع، مع العلم أنه فيه يظهر على قول السلف وأئمة السنة والجماعة وخلوه من علم الكلام على مذاهب الأشعرية أو الماتريدية أو غيرها، وإن تمَّ تحريه فهو على قول السلف، وخاصة في الأسماء والصفات ... والله الموفق وهو أعلم بالقلوب.
قال في قوله تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (3/ 315): "بحيث نراك ونحفظك ونرعاك .. " وقول ابن كثير في تفسيره حولها (4/ 246): "أي اصبر على إذا هم ولا تبال بمرآى منا وتحت كلاءتنا والله يعصمك من الناس" أ. هـ.
وقال في قوله تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (3/ 326): "بمرأى منا، والمراد: الحفظ يقال للمودع: عين الله عليك (جزاءً) أي فعلنا كل ذلك جزاء" أ. هـ.
وقال ابن كثير (4/ 266): "أي بأمرنا بمرآى منا وتحت حفظنا وكلاءتنا" أ. هـ.
وقال في قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: "تراه عيانًا، ولا يبعد أن يخلق نور المشاهدة في جميع الوجه، كما تتكلم الأيدي والأرجل (1)، وحين يرى ربه لا تلتفت إلى غيره، والنظر إلى غيره في جنب النظر إليه لا يعد نظرًا، ولهذا قدم المعقول، والأحاديث الصحاح في تفسير تلك الآية وأقوال السلف والخلف على ذلك بحيث يعد المكابر معاندًا (1).
وقوله هذا هو قول السلف، وإثبات الرؤية لله تعالى في الآخرة ثابت في الأحاديث الصحيحة وانظر إلى كلام ابن كثير حوله (4/ 451).
وقال في الساق لقول تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "مقدر باذكر أو متعلق بـ (فليأتوا) أي يوم يشتد الأمر وكشف الساق منك في ذلك، أو يوم يكشف عن حقائق الأمور وخفياتها وفي الصحيحين: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يوم يكشف ربنا عن ساق عن نور عظيم يخرون له سجدًا) " أ. هـ. وقال المؤلف في الهامش: "رواه أبو يعلى وابن جرير -الحديث الأخير- وفي الرواية رجل مبهم" أ. هـ. وما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى بمعنى الآية .. والله الموفق وانظر قول ابن كثير في تفسيره وأيضًا نذكر قوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ} من سورة البروج حول العرش: "مالكه" أ. هـ.
قال ابن كثير فيه (4/ 497): "أي صاحب العرش العظيم العالي عن جميع الخلائق" أ. هـ.
ولعل ما نذكره الآن هو آخر ما سننقله عنه وفي ذلك كفاية قال في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} من سورة الفجر (3/ 487): الفصل القضاء جيئة تليق بقدسه من غير حركة ولا نقلة" أ. هـ.
قال ابن كثير في تفسيرها (4/ 511): "يعني لفصل القضاء بين خلقه .. " أ. هـ.
هكذا نرى أن صاحب الترجمة من خلال تفسيره هذا التزم بقول السلف الصالح، دون أهل الأهواء من أهل الكلام من المذاهب والفرق الأخرى التي بنت أصولها الاعتقادية على علم الكلام وتمييز العقل دون النقل الصحيح، مع العلم أننا اعتمدنا في بيان ذلك على الجزء الثالث من تفسيره فقط لتوفره هو فقط لدينا من باقي المطبوع .. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وفاته: سنة (905 هـ)، وقيل: (906 هـ) خمس،
وقيل: ست وتسعمائة.
من مصنفاته: عمل تفسيرًا في مجلد ضخم، و "رسالة في تفسير الكوثر"، و"رسالة في الحيض"، و "رسالة في تفضيل البشر على الملك"، وله "جامع البيان في تفسير القرآن".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید