المنشورات

أبو بكر بن العربيّ

التحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن العربي، أبو بكر، المعافري الأندلسي الإشبيلي المالكي، ويعرف بابن العربي.
ولد: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة، وقيل: سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة.
من مشايخه: الغزالي، وأبو بكر الشاشي، والطرطوشي وغيرهم.
من تلامذته: القاضي عياض، وعبد الرحمن بن صابر وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• السير: "وكان ثاقب الذهن، عذب المنطق، كريم الشمائل كامل السؤدد ولي قضاء إشبيلية فحمدت سياسته، وكان ذا شدة وسطوة فعزل وأقبل على نشر العلم وتدوينه. وكان القاضي أبو بكر ممن يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد .. قرأت بخط ابن مسدي في "معجمه" أخبرنا أحمد بن محمّد بن مفرح النباتي، سمعت ابن الجد الحافظ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية: أبو بكر بن المرجى وفلان وفلان، وحضر معهم ابن العربي فتذاكروا حديث المغفر، فقال ابن المرجى: لا يعرف إلا من حديث مالك عن الزهري. فقال ابن العربي: قد رويته عن ثلاثة عشر طريقًا غير طريق مالك. فقالوا: أفدنا هذا. فوعدهم، ولم يخرج لهم شيئًا، وفي ذلك يقول خلف بن خير الأديب.
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم ... بالبر والتقوى وصية مشفق
فخذوا عن العربي أسمار الدجى ... وخذوا الرواية عن إمام متقِ
إن الفتى حلو الكلام مهذب ... إن لم يجد خبرًا صحيحًا يخلقِ
قلت: هذه حكاية ساذجة لا تدل على تعمد، ولعل القاضي رحمه الله وهم، وسرى ذهنه إلى حديث آخر، والشاعر يخلق الإفك، ولم أنقم على القاضي رحمه الله إلا إقذاعه في ذم ابن حزم واستجهاله له، وابن حزم أوسع دائرةً من أبي بكر في العلوم، واحفظ بكثير وقد أصاب في أشياء وأجاد، وزلق في مضايق كغيره من الأئمة والإنصاف عزيز" أ. هـ.
• تاريخ الإسلام: " كان من أهل التفنن في العلوم، والاستبحار فيها، والجمع لها، مقدمًا في المعارف كلها، متكلمًا في أنواعها، نافذًا في جميعها، حريصًا على آدابها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها. يجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الود، واستفتي ببلده، فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته، ونفوذ أحكامه.
وكانت له في الظالمين صورة مرهوبة. ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه".
وقال: "قد ذكره اليسع بن حزم وبالغ في تعظيمه وقال: ولي القضاء فمحن، وجرى في أعراض العابرة فلحن وأصبح يتحرك بإثارة الألسنة، ويأبى بما أجراه القدر عليه النوم والسنة، وما أراد إلا خيرًا نصب الشيطان عليه شياكه وسكن الإدبار حراكه، فأبداه للناس سورة تبدو، وسورة تتلى، لكونه تعلق بأذيال الملك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحربهم، بل داهن" أ. هـ.
• الديباج: "الإمام العلامة، الحافظ، فقيه، أصولي درس التفسير، فصيح أديب شاعر .. " أ. هـ.
• الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: ... كان من الثقات الأثبات والأئمة المشهورين انتهى. أحد الأعلام وعالم أهل الأندلس وسيدهم" أ. هـ.
• أعلام مراكش: " الشيخ الإمام علم الأعلام حجة الإسلام الحافظ المتبحر الهمام المقتدى به في الأقوال المقتفى أثره فيما يبديه من الأفعال. حفظ القرآن وهو ابن تسع سنين وزاد عليها ثلاثًا لضبط القرآن والعربية والحساب .. " أ. هـ.
• الأعلام: "قاضٍ من حفاظ الحديث وبرع في الأدب، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين .. " أ. هـ.
• الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "ومنهم ابن العربي تلميذ الغزالي، وقد حذا حذو شيخه في الكلام على التأويل، سيما في سمي كتاب شيخه (قانون التأويل) حيث صنع كصنيع شيخه، فقسم الخائضين في التأويل إلى أقسام ثم مال مع الفريق الذي يقدم العقل على الشرع حين التعارض.
وقال في كتابه (المتوسط في الاعتقاد): إن الشرع لا يجوز أن يرد بما يرده العقل. وكيف يصح ذلك والعقل بمثابة المزكي للشرع والمعدل له، فكيف يصح أن مجرح الشاهد مزكيه .. أ. هـ.
وقد أثبت بعض صفات الله تعالى بمنهج عقلي صرف ...
نعم: لا مانع لديه بعد إثبات الصفة من أن يدلل عليها بالنقل، ولكن الأصل في الاستدلال عنده هو العقل لا السمع" أ. هـ.
• موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "أما أبو بكر بن العربي المعافري الأشبيلي فقد تتلمذ على الغزالي بلا شك وتأثر به وإن كان قد نقده في بعض المواضع، بل ونقد بعض شيوخ الأشاعرة كالأشعري والباقلاني والجويني، لكنه مع ذلك بقي ملتزمًا بمذهب الأشاعرة في الصفات وغيرها، بل ودافع عن منهجهم فقال: "فإن قيل فما عذر علمائكم في الإفراط بالتعلق بأدلة العقول دون الشرع المنقول في معرفة الرب، واستوغلوا في ذلك؟ قلنا: لم يكن هذا لأنه خفي عليهم أن كتاب الله مفتاح المعارف ومعدن الأدلة، لقد علموا أنه ليس إلى غيره سبيل ولا بعده دليل، ولا وراءه للمعرفة معرس ولا مقيل، وإنما أرادوا وجهين: أحدهما: أن الأدلة العقلية وقعت في كتاب الله مختصرة بالفصاحة، مشارًا إليها بالبلاغة مذكورًا في مساقها الأصول، دون التوابع والمتعلقات من الفروع، فكمل العلماء ذلك الإختصار، وعبروا عن تلك الإشارة بتتمة البيان، واستوفوا الفروع والمتعلقات بالإيراد ... الثاني: أنهم أرادوا أن يبصروا الملاحدة ويعرفوا المبتدعة أن مجرد العقول التي يدعونها لأنفسهم، ويعتقدون أنها معيارهم لاحظ لهم فيها .. "، وهذا الكلام -بما فيه من لمز خفي بكتاب الله وكمال بيانه- استقاه ابن العربي من شيوخه الذين أمر بالإقتداء بهم في التأويل حين قال حول صفات اليد، والقدم، والأصابع، والنزول: "اسرد الأقوال في ذلك بقدر حفظك، وأبطل المستحيل عقلًا بأدلة العقل، والممتنع لغة بأدلة اللغة، والممتنع شرعًا بأدلة الشرع، وأبق الجائز من ذلك كله بأدلته المذكورة، ورجح بين الجائزات من ذلك كله إن لم يمكن اجتماعها في التأويل، ولا تخرج في ذلك عن منهاج العلماء، فقد اهتدى من اقتدى، ولن يأتي أحد بأحسن مما أتى به من سبق أبدًا". وما منهجه في كتابه "قانون التأويل" وغيره إلا كبر دليل على أشعريته.
وابن العربي -مع أشعريته- تميز بأمور:
1 - منها حياته الخاصة وجهوده الكبيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى جرى له لما تولى القضاء أمور كثيرة سببت عداء كثير من النّاس له.
2 - تحقيقات أصولية وحديثية وفقهية أودعها كتبه المختلفة في الحديث والتفسير والأصول.
3 - دوره العظيم في الدفاع عن الصحابة وما جرى بينهم، والرد على مختلف الطوائف المنحرفة عن مذهب السلف في هذا الباب، وقد جاء ذلك في قسم من كتابه العواصم من القواصم" أ. هـ.
وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة.
من مصنفاته: "قانون التأويل في تفسير الكتاب العزيز" و "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي" و"الناسخ والمنسوخ" و"العواصم والقواصم" وغيرها.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید