المنشورات

الشَّوْكانِي

النحوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد الله الشوكاني.
ولد: سنة (1173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة وألف.
من مشايخه: عبد الله بن إسماعيل النهمي، والحسن بن إسماعيل المغربي وغيرهما.
من تلامذته: الأديب بن حسن الشجني الذماري، والحسن بن أحمد عاكش الضمدي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• البدر الطالع -يقول عن نفسه-: "وهو الآن -في أثناء كتابته لهذه الترجمة- يجمع تفسيرًا لكتاب الله جامعًا بين الرواية والدراية ويرجو الله أن يعينه على تمامه" أ. هـ.
• الأعلام: "فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، وكان يرى تحريم التقليد" أ. هـ.
• معجم المؤلفين: "مفسر، محدث، فقيه، أصولي، مؤرخ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم" أ. هـ.
• آراء المعتزلة الأصولية: حيث ذكر الحكم الشرعي في اصطلاح الأصوليين: "عرف الأصوليين الحكم الشرعي بتعريفات لم يخل أكثرها من الطعن والاعتراض إلا أن أقل هذه التعريفات مطعنا في تصوري ما اختاره بعض الأصوليين ومنهم الشوكاني رحمه الله تعالى حيث قال: فاعلم أن الحكم هو الخطاب المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع" أ. هـ.
• قلت: من كتاب "منهج الإمام الشوكاني" (ص 57) ذكر ما نصه: (ويظهر لي -أي المؤلف- من خلال دراسة مؤلفات الشوكاني أنه خالف الأشعرية كما خالف الفرق الأخرى غير أنه تأثر قليلًا بالأشعرية خاصة في كتابه "فتح القدير" في تأويل بعض الصفات، مع أنه اشتد إنكاره عليهم في ذلك في كتابه "التحف في مذاهب السلف" وغيره).
ثم قال في صفحة (855) -ملخصًا النتائج التي توصل إليها بالنسبة لعقيدته-: (من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة، وكان رأيه في بعضها مضطربًا بين كتاب وآخر، كما في بعض الصفات، وفيما يلي أذكر تلك المسائل مختصرًا.
(1) في توحيد الألوهية:
أجاز التوسل بالذات والجاه وجعله كالتوسل بالعمل الصالح، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من محاربة الشرك وسد الذرائع المؤدية إليه.
(ب) في أسماء الله تعالى:
ذهب إلى جواز تسمية الله بما ثبت من صفاته، سواء ورد التوقيف بها أو لم يرد. غير أني لم أقف على تطبيق الشوكاني هذه القاعدة، لا في تفسيره، ولا في غيره.
(ج) في صفات الله تعالى:
1 - أول بعض الصفات الإلهية في تفسيره: فتح القدير، تأويلًا أشعريًا. والصفات التي أولها هي: الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجيء، والإتيان، والمحبة، والغضب، على التفصيل الذي ذكرته في الكتاب، وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم.
2 - نهج منهج أهل التفويض في صفة المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف. وهذا مخالف لما ذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسير السلف.
3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق.
(د) في نواقض التوحيد:
1 - أجاز تحري الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين باعتبارها أماكن مباركة يستجاب الدعاء فيها، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في الأموات.
2 - جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله.
(هـ) في النبوات:
يرى التوقف في مسألة التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
هذا وقد سلك الشوكاني رحمه الله تعالى طريقة السلف في الاستدلال لكل مسألة من مسائل العقيدة التي أثبتها، فيقدم الأدلة النقلية على العقلية، ويقدم المعنى الظاهر من النصوص على معنى المجاز منها، كما في كتابه التحف، إلا في مسألة المعية كما تقدم إيضاحه في فقرة سابقة، وكذلك في تفسيره لمسألة الاستواء وغيرها من الصفات التي أثبتها في تفسيره ولم يؤولها. أما ما يظهر في كتبه من اضطراب وتناقض في هذا الباب وغيره وخالف فيه السلف أهل السنة فيمكن الاعتذار عنه بأنه نشأ وترعرع في بيئة زيدية، وكانت دراسته داخلها ولم يخرج منها، فلعل الظروف المحيطة بهذه البيئة لم تتهيأ له كثيرًا للاطلاع على كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة.
هذا وقد أخطأ الشوكاني فيما أخطأ، ولا ندعي له العصمة، ولا نقول عنه إلا أنه من البشر، والبشر يخطئون ويصيبون، وكما قال هو نفسه: "إن الخطأ شأن البشر، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، والأهوية تختلف، والمقاصد تتباين، وربك يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون" أ. هـ.
قلت: من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب "منهج الإمام الشوكاني في العقيدة"، وإلى كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" -فيما يتعلق بعقيدته في الأسماء والصفات- والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وفاته: سنة (1250 هـ) خمسين ومائتين وألف.
من مصنفاته: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"، و"إتحاف الأكابر"، و"فتح القدير" في التفسير، و"الدر النضيد في إخلاص أهل التوحيد".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید