المنشورات

الدرة

المفسر: محمّد على طه الدرة.
كلام العلماء فيه:
• قلت: منهجه في كتابه (تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه) أنه يقوم بإيراد الآية وبعدها يعمد إلى شرحها وبيان غامضها ومن ثم يقوم بإعرابها وفي بعض الأحيان يقوم بإيراد فائدة أو ينبه إلى أمر متعلق بتلك الآيات أو يوضح حكمًا شرعيًا حولها.
والذي يقرأ تفسيره يلاحظ أنه يعمد على تأويل صفات الله سبحانه وتعالى على مذهب الأشاعرة كما فعل في الاستواء واليد والمحبة وغيرها.
وإليك بعض هذه المواضع منقولة من كتابه المذكور.
• قال في تفسير (ثم استوى إلى السماء) في (1/ 66) "استوى: قصد بإرادته ومشيئته".
• وقال في تفسير آية الكرسي (2/ 24): "وسع كرسيه السموات والأرض: قال الزمخشري رحمه الله تعالى: وفي قوله (وسع كرسيه) أربعة أوجه.
أحدها أن كرسيه لم يضق عن السموات والأرض لبسطته وسعته، وما هو إلا تصوير لعظمته وتخيل فقط، ولا كرسي ثمة، ولا قعود، ولا قاعد، كقوله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} من غير تصور قبضة وطي ويمين، وإنما هو تخيل لعظمة شأنه، وتمثيل حسي، ألا ترى إلى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
والثاني وسع علمه، وسمي العلم كرسيًّا، تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم والثالث وسع ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك.
والرابع ما روي أنه خلق كرسيًّا هو بين يدي العرش، دونه السموات والأرض، وهو إلى العرش كأصغر شيء، وعن الحسن الكرسي هو العرش، وقد تصرف البيضاوي والنسفي في هذا الكلام، وزاد النسفي، أو قدرته بدليل قوله (ولا يؤوده) هذا ونقل الخازن الأوجه الأربعة والأول عنده هو الرابع عند الزمخشري وها أنذا أنقله لك: إن الكرسي هو العرش نفسه، قال الحسن: لأن العرش والكرسي اسم للسرير الذي يصح التمكن عليه، وكلمة (وسع) تفيد أن الكرسي أكبر من السموات والأرض، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي، إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس" وهذا من الأمور المغيبة التي يجب على المسلم الإيمان بها، والتسليم بحقائقها، ولا مجال للعقل فيها، والسؤال عن ذلك بكيف ونحوها يحدث بلبلة في عقله، واضطرابا في إيمانه، ولا يؤوده حفظهما: ولا يثقل عليه ولا يصعب العلي: المتعالي عن الصفات التي لا تليق به، العظيم: المتصف بالصفات التي تليق به.
• وقال في تفسير (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) صفحة (2/ 115): "والمحبة ميل النفس إلى الشيء لكمال أدركته فيه، بحيث يحملها على ما يقر بها إليه، والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله عزَّ وجلَّ وإن كل ما يراه كمالا من نفسه، أو من غيره فهو من الله وبالله وإلى الله لم يكن حبه إلا لله وفي الله وذلك يقتضي إرادة طاعته والرغبة فيما يقربه إليه، فلذلك فسرت المحبة بإرادة الطاعة، وجعلت مستلزمة لاتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عبادته والحرص على مطاوعته".
• وقال في تفسيره للآية: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا} صفحة (3/ 322): ) يد الله مغلولة: أي هو ممسك يقتر بالرزق، وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} ولا يقصد المتكلم به إثبات يد ولا غل ولا بسط، حتى إنه يستعمل في إنسان يعطي ويمنع بالإشارة من غير استعمال اليد، ولو أعطى الأقطع من المنكب عطاء جزيلا، لقالوا: ما أبسط يده بالنوال وقد استعمل حيث لا تصح اليد، يقال بسط البأس كفيه في صدري، فجعل للبأس الذي هو من المعاني كفان، ومن لم ينظر في علم البيان يتحير في تأويل أمثال هذه الآية أ. هـ. نسفي، وانظر {يَدُ} أيضًا في الآية رقم-12 - غلت أيديهم: دعاء عليهم بالبخل والنكد، أو بالفقر والمسكنة، أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدنيا، وفي الآخرة إلى النار، فتكون المطابقة من حيث اللفظ، وملاحظة الأصل، أ. هـ. بيضاوي، لعنوا بما قالوا: طردوا من رحمة الله بسبب قولهم هذا وانظر اللعن في الآية رقم- 161 - 2 - بل يداه مبسوطتان: ثنى اليد مبالغة في الرد عليهم، ونفي البخل عنه، وإثباتا لغاية الجود، فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه ينفق كيف يشاء: تأكيد لكرمه وسخائه، فهو مختار في إنفاقه، يوسع تارة، ويضيق أخرى على حسب مشيئته ومقتضى حكمته".
• وقال في تفسير: {ثم استوى على العرش} في (4/ 438): "ثم استوى على العرش: استولى، ولا يجوز تفسيره باستقر وثبت، فيكون الله من صفات الحوادث، وهذا التأويل ينبغي أن يقال في كل ما يوهم وصفًا لا يليق به تعالى.
العرش: قال الراغب في كتابه (مفردات القرآن) وعرش الله عزَّ وجلَّ مما لا يعلمه البشر، إلا بالاسم على الحقيقة، وليس هو كما تذهب إليه أوهام العامة، قلت: وقد نقل في (7/ 95) نفس الكلام السابق عندما جاء يفسر آية (الرعد / 2) حول الاستواء والعرش.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید