المنشورات

الفيروز أبادي

النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن يعقوب بن محمّد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد الفيروز أبادي الشيرازي الشافعي، أبو طاهر، مجد الدين، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي (1).
ولد: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة.
من مشايخه: محمّد بن يوسف الزرندي المدني، وابن الخباز، وابن القيم وغيرهم.
من تلامذته: الصلاح الصفدي، والجمال الإسنوي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* إنباه الغمر: "نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن بهر وفاق أقرانه.
ذكر الشيخ برهان الدين الحلبي: أنه تتبع أوهام المجمل لابن فارس في ألف موضع وكان مع ذلك يعظم ابن فارس ويثني عليه.
حصل دنيا طائلة وكتبًا نفيسة لكنه كان كثير التبذير.
شرع في شرح مطول عنى البخاري ملأه بغرائب المنقولات وذكر أنه بلغ عشرين سفرًا إلا أنه لما اشتهرت باليمين مقالة ابن العربي ودعا إليها الشيخ إسماعيل الجبرتي وغلب علماء تلك البلاد صار الشيخ مجد الدين يدخل في شرح البخاري من كلام ابن العربي في الفتوحات ما كان سببًا لشين الكتاب المذكور.
ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر لي إنكار مقالة ابن العربي وغض عنها ورأيته يصدق بوجود رتن الهندي وينكر على الذهبي قوله في الميزان أنه لا وجود له" أ. هـ.
* المقفى: "إمام الناس في علم اللغة ... وكانت له بالحديث عناية، وكذا بالفقه. " أ. هـ.
* الأعلام: "كان قوي الحافظة، يحفظ مئة سطر كل يوم قبل أن ينام" أ. هـ.
* قلت: قال محمّد علي النجار محقق كتاب (بصائر ذوي التمييز تحت عنوان: مذهبه الفقهي وتصوفه (1/ 4 / 13) ما نصه:
"كان المجد شافعي المذهب، كأكثر أهل شيراز، ويذكر الفاسي أن عنايته بالفقه غير قوية. هو مع ذلك ولي قضاء الأقضية باليمين، وكان سلفه جمال الدين الريمي من جلة الفقهاء، وله شرح كبير على التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي. وفي الحق أنا لا نكاد نرى له تأليفا في الفقه خاصة. ونراه في سفر السعادة يعرض لأحكام العبادات، ويذكر أنه يعتمد فيها على الأحاديث الصحيحة، فيذهب مذهب أهل الحديث لا مذهب الفقهاء.
وكانت له نزعة قوية إلى التصوف، واسع الاطلاع على كتب الصوفية ومقاماتهم وأحوالهم. يبدو ذلك حين يعرض في البصائر لنحو التوكل والإخلاص والتوبة، فتراء ينحو نحو الصوفية، وينقل عنهم الشيء الكثير.
ونراه في صدر سفر السعادة يتحدث عن الخَلْوة عند الصوفية لمناسبة ذكر خلوة الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء.
وحين كان في اليمن انتشرت مقالة محيي الدين بن عربي في وحدة الوجود وما إليها في زبيد. وكان يدعو إليها الشيخ إسماعيل الجبرتي الذي استوطن زبيد. وأحرز مكانة عند السلطان، إذ ناصره عند حصار الإمام الزيدي للمدينة، فمال المجد إلى هذه العقيدة. ويذكر ابن حجر في إنباء الغمر أنه كان يدخل في شرح صحيح البخاري من كلام ابن عربي في الفتوحات المكية ما كان سببا لشين الكتاب، ويقول: "ولم أكن أنهم الشيخ المذكور بمقالته (أي بمقالة ابن عربي)، إلا أنه كان يحب المداراة. ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر لي إنكار مقالة ابن العربي وغضَّ منها "وكان اجتماع ابن حجر به في زبيد عام (800 هـ).
ولكنا نرى أنه يمجد ابن عربي، ويثني على كتبه بما ينبي عن صدق اعتقاده فيه، وأنه أدنى إلى أن يداري ابن حجر الذي كان شديد الإنكار على ابن عربي).
وقد نقل المحقق كلام صاحب كتاب (نفح الطيب) في هذا الموضوع (2/ 387) حيث قال:
"فقد ألف كتابًا بسبب سؤال رفع إليه في شأن ابن عربي، وفي هذا الكتاب: "الذي أعتقده في حال المسئول عنه، وأدين الله تعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالا وعلمًا، وإمام الحقيقة حقيقة ورسمًا، ومحيي رسوم المعارف فعلًا واسمًا.
إذا تغلغل فكر المرء في طَرَف ... من بحره غرقت فيه خواطره
وهو عباب لا تكدره الدلاء وسحاب لا تتقاصر عنه الأنواء، وكانت دعوته تخترق السبع الطباق وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، وإني أصفه وهو يقينًا فوق ما وصفته وناطق بما كتبه وغالب ظني أني ما أنصفته:
وما عليَّ إذا ما قلت معتقدي ... دع الجهول يظنّ العدل عدوانا
والله والله والله العظيم ومن ... أقامه حجة للدين برهانا
إن الذي قلت بعض من مناقبه ... ما زدت إلا لعلى زدت نقصانا" أ. هـ.
قلت: هذا كلام الفيروز آبادي الذي مدح فيه ابن عربي. هذه بعض المواضع من كتابه (بصائر ذوي التمييز) والتي تبين عقيدة الرجل في الأسماء والصفات وهو فيها على مذهب الأشاعرة: قال في (2/ 4 / 106): " .. وتأتي بمعنى القهر والقدرة: (استوى على العرش)، (الرحمن على العرش استوى)، أي أقبل على أمره واستولى على ملكه، وقدر عليه بالقهر والعلية وهو أعظم المخلوقات وأكبر الموجودات، فإذا قهره قدر عليه فكيف ما دونه لديه.
قال أبو القاسم الأصبهاني: استوى يقال على وجهين، أحدهما: يسند إلى فاعلين فصاعدًا، نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا.
الثاني: أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته، نحو قوله تعالى (ذو مرة فاستوى) ومتى عدّى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء نحو (الرحمن على العرش استوى) وقيل معناه: استوى له ما في السموات وما في الأرض بتسويته تعالى إياه كقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} وقيل معناه: استوى كل شيء في النسبة إليه فلا شيء أقرب إليه من شيء إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحَّالة في مكان دون مكان، وإذا عدي بإلى إقتضى معنى الانتهاء إليها إما بالذات أو بالتدبير. والله أعلم".
وفي موضع آخر من كتابه (بصائر ذوي التمييز) (5/ 4 / 166) قال: "وقوله تعالى {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} قيل: إن الوجه زائد، والمعنى: كل شيء هالك إلا هو ... وقوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} قيل: المعنى ذاته، وقيل الوجه زائد، وقيل المعنى إلا التوجه إلى الله بالأعمال الصالحة.
ويروى أنه قيل لأبي عبد الله الرضا إن بعض العلماء يقول: الوجه زائد والمعنى كل شيء هالك إلا هو. فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولًا عظيمًا، إنما عني الوجه الذي يؤتى منه، ومعناه: كل شيء من أعمال العباد هالك إلا ما أريد به وجه الله، وعلى هذا الآيات الأخر" أ. هـ.
من أقواله: البغية: "أنه سئل بالروم عن قول سيدنا علي كرم الله وجهه لكتابه (ألصق روانفك بالجبوب، وخذ المزبر بشناترك واجعل حندورتيك إلى قيْهلي حتى لا أنغي نغيه إلا وقد وعيتها في حماطة جُلْجلانك) ما معناه فقال: (ألزق عضرطك بالصلة، وخذ المسطر بأباخسك، واجعل جحمتيك إلى أثعباني حتى لا أنبس نبسة إلا وعيتها في لمظة رباطك)، فعجب الحاضرون من سرعة الجواب.
وفاته: سنة (817 هـ) سبع عشرة وثمانمائة.
من مصنفاته: بدأ بكتاب سماه "اللامع والمعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب" كان يقول لو كمل لكان مئة مجلد، و"القاموس المحيط"، و "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" في التفسير وغيرهم.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید