المنشورات

الشنقيطي

المفسر: محمّد الأمين بن محمّد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي.
ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف،
وقيل: (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف.
كلام العلماء فيه:
* معجم المؤلفين: "مفسر، مدرس من علماء شنقيط" أ. هـ.
* نشر الرياحين: "كان يتولى مهمة التدريس في الحرم النبوي الشريف في التفسير وكان عضوًا في هيئة كبار العلماء وغيرها من المناصب" أ. هـ.
* المفسرون بين التأويل والإثبات: "الشيخ محمّد الأمين الشنقيطي من العلماء الأفاضل الذين منّ الله عليهم بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع خلاف ما عليه أبناء جلدته في تعصبهم للعقيدة الأشعرية والتعصب المذهبي الممقوت، فقد بحث رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بحثًا طويلًا في مسألة الصفات عمومًا وعقد مقارنة جيدة بين صفات الخالق والمخلوق وما بينهما من الفرق وأن كل واحد من الخالق والمخلوق له صفة تليق به، فالخالق له صفات تليق بجلاله وعظمته وكماله، والمخلوق له صفات تليق بضعفه وعجزه وكمال نقصانه، ناقلًا ذلك من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وبين فساد التقسيم الأشعري الذي قعده متأخرو مدعي الأشعرية للصفات من سلبية ونفسية، ومعنوية ومعاني فرحمة الله عليه رحمة واسعة وهذا مطلع البحث؛ هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات الصفات كقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} ونحو ذلك أشكلت على كثير من الناس إشكالًا ضل بسببه خلق لا يحصى كثرة فصار قوم إلى التعطيل وقوم إلى التشبيه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا عن ذلك كله، والله جل وعلا أوضح هذا غاية الإيضاح ولم يترك فيه أي لبس ولا إشكال، وحاصل تحرير ذلك أنه جلّ وعلا بين أن الحق في آية الصفات متركب من أمرين:
أحدهما: تنزيه الله جلّ وعلا من مشابهة الحوادث في صفاتهم سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.
والثاني: الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا يصفُ الله أعلم بالله من الله {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}، ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى} فمن نفى عن الله وصفًا أثبته لنفسه في كتابه العزيز أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - زاعمًا أن ذلك الوصف يلزمه ما لا يليق الله جل وعلا فقد جعل نفسه أعلم من الله ورسوله بما يليق بالله جلّ وعلا سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومن اعتقد أن وصف الله يشابه صفات الخلق فهو مشبه ملحد ضال ومن أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق فهو مؤمن جامع بين الإيمان بصفات الكمال والجلال والتنزيه عن مشابهة الخلق سالم من ورثة التشبيه، والتعطيل. والآية التي أوضح الله بها هذا هي قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
فنفى عن نفسه جل وعلا مماثلة الحوادث بقوله: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} وأثبت لنفسه صفات الكمال والجلال بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فصرح في هذه الآية الكريمة بنفي المماثلة مع الاتصاف بصفات الكمال والجلال، والظاهر أن السر في تعبيره بقوله وهو السميع البصير دون أن يقول مثلًا وهو العلي العظيم أو نحو ذلك من الصفات الجامعة أن السمع والبصر يتصف بهما جميع الحيوانات فبين أن الله متصف بهما، ولكن وصفه بهما على أساس نفي المماثلة بين وصفه تعالى وبين صفات خلقه ولذا جاء بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بعد قوله: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ففي هذه الآية الكريمة إيضاح الحق في آيات الصفات لا لبس معه ولا شبهة ألبتة.
وسنوضح إن شاء الله هذه المسألة إيضاحًا تامًّا بحسب طاقتنا وبالله جل وعلا التوفيق ثم ذكر رحمه الله بقية البحث فأفاد وأجاد. فرحمة الله عليه رحمة واسعة ولإخواننا المسلمين والمسلمات ولمن أسدى خيرًا ونفى باطلًا ألحقه أعداءُ الإسلام بديننا الحنيف. (1)
صفة الوجه:
أثبت الشيخ الأمين صفة الوجه على مذهب السلف الصالح فقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} والوجه صفة من صفات الله العلي وصف بها نفسه فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق (2) أ. هـ.
قلت: وهكذا ختم المغراوي بحثه عن معتقد الشنقيطي بصفة الوجه فقط، ولعل ما ذكره في بدأ كلامه على معتقد الشنقيطي يكفي لبيانه ... والله تعالى الموفق.
وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف.
من مصنفاته: "أضواء البيان في تفسير القرآن"، و"منع جواز المجاز"، و"ألفية في المنطق".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید