المنشورات

سُرُورِي

النحوي، المفسر: مصطفى بن شعبان، الحنفي الرومي الكليبولي، مصلح الدين، المعروف بسروري.
ولد: (897 هـ) سبع وتسعين وثمانمائة.
من مشايخه: المولى القادري، وطاش كبري زاده وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• العقد المنظوم: "بينا هو في بعض الأسحار يطالع نفائس الأسفار إذ نادى منادي الجذبات أن لله في أيام دهركم نفحات وقرع أسماع كل سماه ولاه {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} سمع هذا الخطاب غلب عليه الشوق والانجذاب، وترك التدريس واختار الخمول والانزواء وأحب مراسم طريق أرباب الزهد والفناء، وتاب على يد الشيخ محمود النقشبندي فلما توجه إلى هذا الطريق، وعلم أنها صعب مضيق لا تسع الأثقال والأحمال ولا يسلكها إلا الأفراد من الرجال اختار مهماته وترك مجملاته وبنى مسجدًا لله وتخلص لعبادة مولاه ... ابتلي بتعليم مصطفى خان بن السلطان سليمان خان فلما وصل إليه حل محلًا رفيعًا ومسندًا منيعًا، وعلت كلمته وارتفعت مرتبته وكان لا يقطع أمرًا إلَّا بمشورته ولا يفعل شيئًا إلا بمباشرته ومعرفته، وبقي في أوفر جيش وأرغد عيش حتى غضب أبوه وقصد دماره ثم قتله ومحا آثاره، فلما قتل بحربة العذاب وتقطعت به الأسباب وقتل بعضهم السلطان وقهر فلا جرم تفرقوا من سطوته شذر مذر فلما رأى المرحوم من بدره أفوله ساق إلى دار الخمول حموله، وتوجه ثانيًا إلى الإنقطاع من النَّاس خوفًا من حلول الباس فاستولى عليه من الفقر والفاقة ما لا يحتمله طاقة، وكان يكتب في بعض أزمانه ويقتات بأثمانه وما أصدق من قال حيث أبان عن هذه الأحوال:
وإني رأيت الدهر منذ صحبته ... محاسنه مقرونة بمعايبه
إذا سرّني أول الأمر لم أزل ... على حذر من غمة في عواقبه
ومع ذلك لم يظهر العجز والأسف وسار سيرة السلف وستر الحزن والكآبة وعمر مسجده وفثح بابه، وأظهر الاهتمام في أداء وظائف الخدام حتى حكم فرقة من الناس بأن هذه الحالات ليست إلا محض الكرامات، وقصد إليه بالنذور والقرابين أرباب السفن وطائفة الملاحين، وكان -رحمه الله- قد حفر قبره وتهيأ لمنونه وانتظره وادخر ألفي درهم للتجهيز والتكفين وأدى زكاته مدة عشر سنين ومات رحمه الله من مرض الهيضة سنة تسع وستين وتسعمائة وقبره رحمه الله تعالى عند مسجده في قصبة قاسم باشا يسر الله في عقباه ما شاء وحزن الناس بموته وتبرهوا بتربته، وقد ذهب عمره بالتجرد والانفراد ولم يمل إلى التوليد والاستيلاد.
وكان رحمه الله بهي المنظر لطيف المخبر حلو المحاضرة حسن المحاورة موصوفًا بالعفة والصلاح يلوح من جبينه آثار الفوز والفلاح، وكان رحمه الله جوادًا لا يلبث في ساحة راحته غير جوده وسماحته، وكان رحمه الله مكبًا على التأليف وحريصًا على التحرير والتصنيف فكتب كل ما خطر بباله من غير تمييز مستقيمه عن محاله" أ. هـ.
• الشذرات: "وتنقل في المدارس وأكبَّ على الاشتغال والتصنيف. وكان بهي المنظر، حلو المخبر تلوح عليه آثار الفوز والفلاح جوادًا سمحًا" أ. هـ.
وفاته: (969 هـ) تسع وستين وتسعمائة، وقيل: (962 هـ) اثنتين وستين وتسعمائة.
من مصنفاته: "الحواشي الكبرى"، و"الحواشي الصغرى" كلاهما على تفسير البيضاوي و"تفسير سورة يوسف", و"شرح المصباح" في النحو.






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید