المنشورات

الفرق بين الحرج والضيق

 أن الحرج ضيق لا منفذ فيه مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى لا يمكن الدخول فيه ولا الخروج منه ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " (1) أي شكا لان الشاك في الامر لا ينفذ فيه ومثله " فلا يكن في صدرك حرج منه " (2) وليس كل ما خاطب به النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم والمؤمنين أرادهم به ألا ترى إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " (3) والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم الايمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل الايمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم فيمن يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " (4) وقد تكلمنا في هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج " (5) أنه أراد ضيقا لا مخرج منه وذلك أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة مخرج وترك ما يصعب فعله على الانسان بالرخص ويحتج به فيما أختلف فيه من الحوادث فقيل إن ما أدى إلى الضيق فهو منفي وما أوجب
التوسعة فهو أولى.






مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید