المنشورات
الفرق بين الحياة والنماء
أن الحياة هي ما تصير به الجملة كالشئ الواحد في جواز تعلق الصفات بها فأما قوله تعالى " فأحيينا به الارض بعد
موتها " (1) فمعناه أنا جعلنا حالها كحال الحي في الانتفاع بها، والصفة لله بأنه حي مأخوذة من الحياة على التقدير لا على الحقيقة كما أن صفته بأنه موجود مأخوذة من الوجود على التقدير وقد دل الدليل على أن الحي بعد أن لم يكن حيا حي من أجل الحياة فالذي لم يزل حيا ينبغي أن يكون حيا لنفسه، والنماء يزيد الشئ حالا بعد حال من نفسه لا بإضافة إليه فالنبات ينمي ويزيد وليس بحي والله تعالى حي ولا ينام، ولا يقال لمن أصاب ميراثا أو أعطي عطية أنه قد نما ماله وإنما يقال نما ماله إذا زاد في نفسه، والنماء في الماشية حقيقة لانها تزيد بتوالدها قليلا قليلا، وفي الورق والذهب مجاز فهذا هو الفرق بين الزيادة والنماء، ويقال للاشجار والنبات نوام لانها تزيد في كل يوم إلى أن تنتهي إلى حد التمام.
مصادر و المراجع :
١- معجم الفروق اللغوية
المؤلف:
أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى:
نحو 395هـ)
5 ديسمبر 2023
تعليقات (0)