المنشورات

الفرق بين الخدع والكيد

أن الخدع هو إظهار ما ينطق خلافه أراد إجتلاب نفع أو دفع ضر، ولا يقتضي أن يكون بعد تدبر ونظر وفكر ألا ترى أنه يقال خدعه في البيع إذا غشه من جشاء وهمه الانصاف وإن كان ذلك بديهة من غير فكر ونظر، والكيد لا يكون إلا بعد تدبر وفكر ونظر، ولهذا قال أهل العربية: الكيد التدبير على العدو وإرادة إهلاكه، وسميت الحيل التي يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم مكايد لانها تكون بعد تدبر ونظر، ويجئ الكيد بمعنى الارادة وهو قوله تعالى " كذلك كدنا ليوسف " (1) أي أردنا، ودل على ذلك بقوله " إلا أن يشاء الله " (2) وإن شاء الله بمعنى المشيئة، ويجوز أن يقال الكيد الحيلة التي تقرب وقوع المقصود به من المكروه وهو من قولهم كاد يفعل كذا أي قرب إلا أنه قيل في هذا يكاد وفي الاولى يكيد للتصرف في الكلام والتفرقة بين المعنيين، ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد إسم لفعل المكروه بالغير قهرا تقول كايدني فلان أي ضرني قهرا، والخديعة إسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر بل بأن يريد بأنه
ينفعه، ومنه الخديعة في المعاملة وسمى الله تعالى قصد أصحاب الفيل مكة كيدا في قوله تعالى " ألم يجعل كيدهم في تضليل " (1) وذلك أنه كان على وجه القهر.





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید