المنشورات

الفرق بين الفقر والمسكنة

 أن الفقر فيما قال الازهري: في تأويل قوله تعالى " إنما الصدقات للفقراء والمساكين " (1) الفقير الذي لا يسأل والمسكين الذي يسأل، ومثل عن إبن عباس والحسن وجابر بن زيد ومجاهد وهو قول أبي حنيفة وهذا يدل على أنه رأى المسكين أضعف حالا وأبلغ في جهة الفقر، ويدل عليه قوله تعالى " للفقراء الذين احصروا في سبيل الله " (2) إلى قوله تعالى " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " (3) فوصفهم بالفقر وأخبر مع ذلك عنهم بالتعفف حتى يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف ولا يحسبهم أغنياء إلا ولهم ظاهر جميل وعليهم بزة حسنة، وقيل لاعرابي أفقير أنت فقال بل مسكين وأنشد: أما الفقير الذي كانت حلوبته (4) * وفق العيال فلم يترك له سبد
فجعل للفقير حلوبة والمسكين الذي لا شئ له فأما قوله تعالى " فكانت لمساكين يعملون في البحر " (5) فأثبت لهم ملك سفينة وسماهم مساكين فإنه روي أنهم كانوا أجراء فيها ونسبها إليهم
لتصرفهم فيها والكون بها كما قال تعالى " لا تدخلوا بيوت النبي " (1) ثم قال " وقرن في بيوتكن " (2) وعن أبي حنيفة فيمن قال مالي للفقراء والمساكين أنهما صنفان.
وعن أبي يوسف: أن نصف المال لفلان ونصفه للفقراء والمساكين، وهذا يدل على أنه جعلهما صنفا واحدا والقول قول أبي حنيفة، ويجوز أن يقال المسكين هو الذي يرق له الانسان إذا تأمل حاله وكل من يرق له الانسان يسميه مسكينا.





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید