المنشورات

الفرق بين المتكير والكبير

 قال بعض المحققين: الكبير هو الذي كل شئ، دونه، لكمال وجوده، وكمال الوجود يرجع إلى شيئين: أحدهما دوامه أزلا وأبدا، فكل وجود مقطوع سابقا ولاحقا فهو ناقص، ولذلك يقال للانسان إذا طالت مدة وجوده إنه كبير، أي كبير السن، طويل مدة البقاء، ولا يقال عظيم.
فالكبر يستعمل فيما لا يستعمل فيه العظيم.
فإن كان ما طال وجوده - مع كونه محدود مدة البقاء كبيرا - كان الدائم الازلي الابدي الذي يستحيل عليه العدم أولى بأن يكون كبيرا.
والثاني: أن وجوده هو الوجود الذي يصدر عنه وجود كل موجود، فإن كان الذي تم وجوده في نفسه كاملا وكبيرا، فالذي حصل منه الوجود لجميع الموجودات أحق أن يكون كاملا وكبيرا.
والمتكبر: ذو الكبرياء والعظمة والجبروت، فهو الذي يرى الكل حقيرا بالاضافة إلى ذاته، ولا يرى الكمال والشرف والعز إلا لنفسه.
فإن كانت هذه الرؤية صادقة، كان التكبر حقا محمودا، وكان صاحبها جديرا بأن يتكبر حقا.
ولا يتصور ذلك على الاطلاق إلا الله - سبحانه - وإن كان ذلك الرأي باطلا، ولم يكن ما يراه من التفرد بالعظمة كما يراه، كان التكبر باطلا مذموما.
وكل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره كانت رؤيته كاذبة ونظره باطلا إلا الله سبحانه وتعالى.
(اللغات) .





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید