المنشورات

الفرق بين المحبة والارادة

أن المحبة تجري على الشئ ويكون المراد به غيره، وليس كذلك الارادة تقول أحببت زيدا والمراد أنك تحب إكرامه ونفعه ولا يقال أردت زيدا بهذا المعنى، وتقول أحب الله أي أحب طاعته ولا يقال أريده بهذا المعنى، فجعل المحبة لطاعة الله محبة له كما جعل الخوف من عقابه خوفا منه، وتقول الله يحب المؤمنين بمعنى أنه يريد إكرامهم وإثابتهم ولا يقال إنه يريدهم بهذا المعنى، ولهذا قالوا إن المحبة تكون ثوابا وولاية، ولا تكون الارادة كذلك، ولقولهم احب زيدا مزية على قولهم اريد له الخير وذلك أنه إذا قال اريد له الخير لم يبين أنه لا يريد له شيئا من السوء وإذا قال احبه أبان أنه لا يريد به سواء أصلا وكذلك إذا قال أكره له الخير لم يبين أنه لا يريد له الخير (1) البتة وإذا قال أبغضه أبان أنه لا يريد له خيرا البتة، والمحبة أيضا تجري مجرى الشهوة فيقال فلان يحب اللحم أي يشتهيه وتقول أكلت طعاما لا أحبه أي لا أشتهيه ومع هذا فإن المحبة هي الارادة،
والشاهد أنه لا يجوز أن يحب الانسان الشئ مع كراهته له.





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید