المنشورات

الفرق بين المداهنة والتقية

قال الشهيد الثاني - طاب ثراه - في قواعد المداهنة في قوله تعالى: " ودوا لو تدهن فيدهنون " (2) .
[المداهنة] (3) معصية، والتقية غير معصية، والفرق بينهما أن الاول تعظيم غير المستحق، لاتلاب نفعه، أو لتحصيل صداقته، كمن يثني على ظالم بسبب ظلمه، يصوره بصورة العدل.
أو مبتدع على بدعته ويصورها بصورة الحق.
والتقية مخالطة الناس فيما يعرفون، وترك ما ينكرون حذرا من غوائلهم، كما أشار أمير المؤمنين عليه السلام: وموردها غالبا الطاعة والمعصية فمجاملة الظالم فيما يعتقده ظلما، والفاسق التظاهر بفسقه اتقاء شرهما [من] (4) باب المداهنة الجائزة، ولا تكاد تسمى تقية (5) الكتاب والسنة، قال تعالى: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة " (6) .
وقال تعالى: " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " (7) .
وقال الائمة عليهم السلام: " تسعة أعشار الدين التقية ".
وقالوا عليهم السلام: " من لا تقية له لا دين له ".
انتهى مخلصا.
أقول: ويدل على التقية من الكتاب العزيز قوله تعالى: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " (1) .
فإن إظهار الحق إذا قضي إلى التهلكة يكون منهيا عنه، فتجب التقية.
وكذا قوله تعالى: " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه " (2) .
فأن كتمانه إيمانه إنما كان لاجل الخوف من الاعداء، وهو معنى التقية وقد سماه - سبحانه - مؤمنا.
(اللغات) .





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید