المنشورات

الفرق بين المعرفة والعلم

قيل: المعرفة إدراك البسائط والجزئيات.
والعلم: إدراك المركبات والكليات.
ومن ثم يقال: عرفت الله، ولا يقال علمته.
وقيل: هي عبارة عن الادراك التصوري.
والعلم هو الادراك التصديقي.
ومن ذهب إلى هذا القول جعل العرفان أعظم رتبة من العلم، قال: لان استناد هذه المحسوسات إلى موجود واجب الوجود أمر معلوم بالضرورة.
وأما تصور حقيقة واجب الوجود فأمر فوق الطاقة البشرية، لان الشئ ما لم يعرف لم تطلب ماهيته.
فعلى هذا كل عارف عالم من دون عكس (2) ولذلك كان الرجل لا يسمى عارفا إلا إذا توغل في بحار العلوم ومباديها (3) ، وترقى من مطالعها إلى مقاطعها.
ومن مباديها إلى غاياتها بحسب الطاقة البشرية.
وقيل: المعرفة: إدراك الشئ ثانيا بعد توسط نسيانه.
لذلك يسمى الحق - تعالى - بالعالم دون العارف.
وهو أشهر الاقوال في تعريف المعرفة.
وقيل: المعرفة: قد تقال فيما تدرك آثاره، وإن لم يدرك ذاته (1) ، والعلم لا يكاد يقال إلا فيما أدرك ذاته.
ولذا يقال: فلان يعرف الله، ولا يقال: يعلم الله، لما كانت معرفته - سبحانه - ليست إلا بمعرفة آثاره دون معرفة ذاته.
وأيضا (2) فالمعرفة تقال فيما لم يعرف إلا كونه موجودا فقط.
والعلم أصله فيما يعرف وجوده، وجنسه، وعلته، وكيفيته.
ولهذا يقال: الله عالم بكذا ولا يقال: عارف لما كان العرفان يستعمل في العلم القاصر.
وأيضا [21 / ب] فالمعرفة تقال فيما يتوصل إليه بتفكر وتدبر.
والعلم قد يقال في ذلك وفي غيره.
هذا وقد يستفاد من كلام الشيخ الرئيس (3) في بعض مصنفاته أنهما مترادفان.
وإليه ذهب جماعة من أهل اللغة وأرباب الاصول.
ويشهد لذلك قول سيد الساجدين في الصحيفة الكاملة: (4) " وقد أحصيتهم بمعرفتك ".
فإنه أطلق المعرفة عليه - سبحانه - ويمكن أن يراد بها العلم هنا تجوزا.
(اللغات) .






مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید