المنشورات

الفرق بين المعنى والحقيقة

أن المعنى هو القصد الذي يقع به القول على وجه دون وجه وقد يكون معنى الكلام في اللغة ما تعلق به القصد.
والحقيقة ما وضع من القول موضعه منها على ما ذكرنا (2) يقال عنيته أعنيه معنى.
والمفعل يكون مصدرا ومكانا وهو هاهنا مصدر ومثله قولك دخلت مدخلا حسنا أي دخولا حسنا.
ولهذا قال أبو علي رحمة الله عليه: إن المعنى هو القصد إلى ما يقصد إليه من القول فجعل المعنى القصد لانه مصدر.
قال: ولا يوصف الله تعالى بأنه معنى لان المعنى هو قصد قلوبنا إلى ما نقصد إليه من القول والمقصود هو المعنى والله تعالى
هو المعنى وليس بمعنى وحقيقة هذا الكلام أن يكون ذكر الله هو المعنى والقصد إليه هو المعنى إذا كان المقصود في الحقيقة حادث.
وقولهم عنيت بكلامي زيدا كقولك أردته بكلامي ولا يجوز أن يكون زيد في الحقيقة مرادا مع وجوده فدل ذلك على أنه عنى ذكره واريد الخبر عنه دون نفسه.
والمعنى مقصور على القول دون ما يقصد.
ألا ترى انك تقول معنى قولك كذا ولا تقول معنى حركتك كذا ثم توسع فيه فقيل ليس لدخولك إلى فلان معنى والمراد أنه ليس له فائدة تقصد ذكرها بالقول.
وتوسع في الحقيقة ما لم يتوسع في المعنى فقيل لا شئ إلا وله حقيقة ولا يقال لا شئ إلا وله معنى.
ويقولون حقيقة الحركة كذا ولا يقولون معنى الحركة كذا هذا على أنهم سمو الاجسام والاعراض معاني إلا أن ذلك توسع والتوسع يلزم موضعه المستعمل فيه ولا يتعداه.






مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید