المنشورات
الفرق بين واحد وأحد
أن معنى الواحد أنه لا ثاني له فلذلك لا يقال في التثنية واحدان كما يقال رجل ورجلان، ولكن قالوا إثنان حين أرادوا أن كل واحد منهما ثان للآخر، وأصل أحد أوحد مثل أكبر وإحدى مثل كبرى فلما وقعا إسمين وكانا كثيري الاستعمال هربوا في إحدى إلى الكبرى ليخف وحذفوا الواو ليفرق بين الاسم والصلة وذلك أن أوحد إسم وأكبر صفة والواحد فاعل من وحد يحد وهو واحد مثل وعد يعد وهو واعد، والواحد هو الذي لا ينقسم في وهم ولا وجود، وأصله الانفراد في الذات على ما ذكرنا (1) وقال صاحب
العين: الواحد أول العدد، وحد الاثنين ما يبين أحدهما عن صاحبه بذكر أو عقد فيكون ثانيا له بعطفه عليه ويكون الاحد أولا له ولا يقال إن الله ثاني إثنين ولا ثالث ثلاثة لان ذلك يوجب المشاركة في أمر تفرد به فقوله تعالى " ثاني إثنين إذ هما في الغار " (2) معناه أنه ثاني إثنين في التناصر وقال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " (3) لانهم أوجبوا مشاركته فيما ينفرد به من القدم والالهية فأما قوله تعالى " إلا هو رابعهم " (1) فمعناه أنه يشاهدهم كما تقول للغلام اذهب حيث شئت فأنا معك تريد أن خبره لا يخفى عليك.
مصادر و المراجع :
١- معجم الفروق اللغوية
المؤلف:
أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى:
نحو 395هـ)
8 ديسمبر 2023
تعليقات (0)