المنشورات

الفرق بين الواحد والاحد والمتوحد

 قال بعض المحققين: الواحد: الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
والاحد: الفرد الذي لا يتجزأ، ولا يقبل الانقسام.
فالواحد: هو المتفرد بالذات في عدم المثل.
لاحد: المتفرد بالمعنى.
وقيل: المراد بالواحد: نفي التركيب والاجزاء الخارجية والذهنية عنه تعالى، وبالاحد: نفي الشريك عنه في ذاته وصفاته.
وقيل: الواحدية: لنفي المشاركة في الصفات، والاحدية لتفرد الذات.
ولما لم ينفك عن شأنه تعالى أحدهما عن الآخر قيل: الواحد والاحد (3) في حكم اسم واحد.
وقد يفرق بينهما في الاستعمال من وجوه: أحدها: أن الواحد يستعمل وصفا مطلقا، والاحد يختص بوصف
الله تعالى نحو: " قل هو الله أحد " (4) .
الثاني: أن الواحد أعم موردا، لانه يطلق على من يعقل وغيره، والاحد لا يطلق إلا على من يعقل.
الثالث: أن الواحد يجوز أن يجعل له ثان، لانه لا يستوعب جنسه بخلاف الاحد [7 / ب] ألا ترى انك * لو قلت: فلان لا يقاومه واحد، جاز أن يقاومه اثنان، ولا أكثر * (1) .
الرابع: أن الواحد يدخل في الحساب، والضرب، والعدد والقسمة، والاحد يمتنع دخوله في ذلك.
الخامس: أن الواحد يؤنث بالتاء، والاحد يستوي فيه المذكر والمؤنث، قال تعالى: " كأحد من النساء " (2) ، ولا يجوز: كأحد من النساء، بل: كواحدة.
السادس: أن الواحد لا يصلح للاقرار والجمع، بخلاف الاحد [7 / ب] فإنه يصلح لهما، ولهذا وصف بالجمع قوله تعالى: " من أحد عنه حاجزين " (3) .
السابع: أن الواحد لا جمع له من لفظه، وهو أحدون، وآحاد.
وأما المتوحد: فهو البليغ في الوحدانية، كالمتكبر: البليغ في الكبرياء.
وفي القاموس (4) : الله الاحد، والمتوحد: ذو الوحدانية.
وقيل: المتوحد: المستنكف عن النظير، كما قيل: المتكبر: هو
الذي تكبر عن كل ما يوجب حاجة أو نقصانا.
(اللغات) .





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید