المنشورات

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) : الْجَزْمُ بِلَمْ لَا بِإِنْ لِأَنَّ ((لَمْ)) عَامِلٌ شَدِيدُ الِاتِّصَالِ بِمَعْمُولِهِ، وَلَمْ يَقَعْ إِلَّا مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي اللَّفْظِ، وَإِنْ قَدْ دَخَلَتْ عَلَى الْمَاضِي فِي اللَّفْظِ، وَقَدْ وَلِيَهَا الِاسْمُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [التَّوْبَةِ: 6] .
(وَقُودُهَا النَّاسُ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الْوَاوِ وَهُوَ الْحَطَبُ، وَقُرِئَ بِالضَّمِّ، وَهُوَ لُغَةٌ فِي الْحَطَبِ ; وَالْجَيِّدُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى التَّوَقُّدِ وَيَكُونَ فِي الْكَلَامِ حَذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ: تَوَقُّدُهَا احْتِرَاقُ النَّاسِ، أَوْ تَلَهُّبُ النَّاسِ، أَوْ ذُو وَقُودُهَا النَّاسُ.
(أُعِدَّتْ) : جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ النَّارِ ; وَالْعَامِلُ فِيهَا فَاتَّقُوا.
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي «وَقُودُهَا» لِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: أَحَدُهَا أَنَّهَا مُضَافٌ إِلَيْهَا. وَالثَّانِي: أَنَّ الْحَطَبَ لَا يَعْمَلُ فِي الْحَالِ. وَالثَّالِثُ: أَنَّكَ تَفْصِلُ بَيْنَ الْمَصْدَرِ أَوْ مَا عَمِلَ عَمَلَهُ وَبَيْنَ مَا يَعْمَلُ فِيهِ بِالْخَبَرِ، وَهُوَ النَّاسُ.




مصادر و المراجع :

١-التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

<div>البيت من معلقة طرفة بن العبد. يقول: إنّ الأيام ستكشف لك ما كان مستترا عنك وستأتيك الأخبار من غي...

المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

<div>البيت لقطري بن الفجاءة، والخطاب لنفسه.</div><div>والشاهد: «فصبرا»، و «صبرا» حيث حذف منه فعله وه...

المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

<div>فما حسن أن تأتي الأمر طائعا … وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا</div><div>قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى...

المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

<div>البيت لامرئ القيس من معلقته.</div><div>وقوله: أفاطم: الهمزة لنداء القريب، وفاطم: بالفتح، منادى...

المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

منسوب إلى أبي النجم، وقيل لغيره.<br><div><div>والبيت شاهد على استخدام المثنى بالألف دائما وهو «غايتا...

المزید