المنشورات

(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (138) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ) : الْبَاءُ هُنَا مُعَدِّيَّةٌ كَالْهَمْزَةِ وَالتَّشْدِيدِ؛ أَيْ: أَجَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ وَجَوَّزْنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) : فِي " مَا " ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهَا صِلَةٌ لَهَا، وَحَسَّنَ ذَلِكَ أَنَّ الظَّرْفَ مُقَدَّرٌ بِالْفِعْلِ.
وَالثَّانِي: أَنَّ " مَا " بِمَعْنَى الَّذِي، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ، وَآلِهَةٌ بَدَلٌ مِنْهُ، تَقْدِيرُهُ: كَالَّذِي هُوَ لَهُمْ، وَالْكَافُ وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ صِفَةٌ لِإِلَهٍ؛ أَيْ: إِلَهًا مُمَاثِلًا لِلَّذِي لَهُمْ. وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ أَنْ تَكُونَ " مَا " كَافَّةً لِلْكَافِ إِذْ مِنْ حُكْمِ الْكَافِ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى الْمُفْرَدِ، فَلَمَّا أُرِيدَ دُخُولُهَا عَلَى الْجُمْلَةِ كُفَّتْ بِمَا.






مصادر و المراجع :

١-التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید