المنشورات

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَصُدُّونَ) : حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ فِي «كَفَرُوا» وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمَعْنَى ; إِذِ التَّقْدِيرُ: يَكْفُرُونَ وَيَصُدُّونَ، أَوْ كَفَرُوا وَصَدُّوا ;
وَالْخَبَرُ عَلَى هَذَيْنِ مَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ: مُعَذَّبُونَ، دَلَّ عَلَيْهِ آخِرُ الْآيَةِ. وَقِيلَ: الْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الْخَبَرُ.
وَ (جَعَلْنَاهُ) : يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ; فَالضَّمِيرُ هُوَ الْأَوَّلُ، وَفِي الثَّانِي ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا: «لِلنَّاسِ» وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «سَوَاءً» خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، وَمَا بَعْدَهُ الْمُبْتَدَأُ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ إِمَّا مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي هُوَ الْهَاءُ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ «لِلنَّاسِ» حَالًا، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي «سَوَاءً» عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ نَصَبَ، وَ «الْعَاكِفُ» : فَاعِلُ «سَوَاءً» .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «جَعَلَ» مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ; وَ «لِلنَّاسِ» حَالٌ، أَوْ مَفْعُولٌ تَعَدَّى إِلَيْهِ بِحَرْفِ الْجَرِّ.
وَقُرِئَ «الْعَاكِفِ» بِالْجَرِّ عَلَى أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ النَّاسِ، وَ «سَوَاءً» عَلَى هَذَا نَصْبٌ لَا غَيْرَ.
وَ (مَنْ يُرِدْ) : الْجُمْهُورُ عَلَى ضَمِّ الْيَاءِ مِنَ الْإِرَادَةِ.
وَيُقْرَأُ شَاذًّا بِفَتْحِهَا مِنَ الْوُرُودِ ; فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «بِإِلْحَادٍ» حَالًا ; أَيْ مُتَلَبِّسًا بِإِلْحَادٍ، وَعَلَى الْأَوَّلِ تَكُونُ الْبَاءُ زَائِدَةً. وَقِيلَ: الْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ تَعَديا بإلحاد
و {بظُلْم} بدل بِإِعَادَة الْجَار وَقيل هُوَ حَال أَيْضا أَيْ إِلْحَادًا ظَالِمًا. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: إِلْحَادًا بِسَبَبِ الظُّلْمِ.






مصادر و المراجع :

١-التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید