المنشورات

حزقيل بْن بوزي

وَهُوَ الَّذِي يقال لَهُ ابْن العجوز، ويقال إِن ابْن العجوز أشمويل، والله أعلم.
قَالَ ابْن إِسْحَاق [4] : هُوَ حزقيل بْن بوذي، وإنما قيل لَهُ ابْن العجوز لأنها سألت الله عزّ وجلّ الولد بَعْد مَا كبرت وعقمت فوهبه اللَّه لَهَا، فلذلك قيل ابْن العجوز، وَهُوَ الَّذِي دعى للقوم الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ 2: 243.
قَالَ وهب بْن منبه [1] : أصاب ناسا من بَنِي إسرائيل بلاء وشدة/ من الزمان فشكوا مَا أصابهم، وَقَالُوا: يا ليتنا متنا فاسترحنا مِمَّا نحن فِيهِ، فأوحى اللَّه تَعَالَى إِلَى حزقيل: إِن قومك صاحوا من البلاء وزعموا أنهم ودوا لو مَاتُوا فاستراحوا، وأي راحة لَهُمْ فِي الْمَوْت، أيظنون أني لا أقدر أَن أبعثهم بَعْد الْمَوْت، فانطلق إِلَى جبانة كَذَا وكذا فَإِن فِيهَا أربعة آلاف- قَالَ وهب: وَهُمْ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ 2: 243 [2]- فقم فيهم فنادهم، وكانت عظامهم قَدْ تفرقت، فرقتها الطير والسباع، فناداها حزقيل، فَقَالَ: يا أيتها العظام، إِن اللَّه يأمرك أَن تجتمعي، فاجتمع عظام كُل إِنْسَان مِنْهُم، ثُمَّ نادى ثانية فَقَالَ: أيتها العظام إِن اللَّه يأمرك أَن تكتسي اللحم، فاكتست اللحم، وبعد اللحم جلدا، فكانت أجسادا، ثُمَّ نادى الثالثة أيتها الأرواح إِن اللَّه يأمرك أَن تعودي فِي أجسادك، فقاموا بإذن اللَّه وكبروا تكبيرة واحدة.
وَقَالَ السدي عَنْ أشياخه [3] : كانت قرية يقال لَهَا داوردان وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها، فهلك من بقي فِي القرية وسلم الآخرون، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فَقَالَ الَّذِين سلموا: أَصْحَابنا هَؤُلاءِ كَانُوا أحزم منا، لو صنعنا كَمَا صنعوا بقينا! ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.
فوقع فِي قابل فخرجوا [4] وَهُمْ بضعة وستون ألفا حَتَّى نزلوا ذَلِكَ المكان، وَهُوَ واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه: موتوا، فماتوا.
فمر بهم نبي يقال لَهُ هزقيل [5] ، فوقف عَلَيْهِم وجعل يفكر فيهم، فأوحى اللَّه إليه:
أتريد أن أريك كَيْفَ أحييهم؟ قَالَ: نعم، فقيل لَهُ: ناد، فنادى: يا أيتها العظام إِن اللَّه يأمرك أَن تجتمعي، فجعلت العظام يطير بَعْضهَا إِلَى بَعْض حَتَّى كانت أجسادا من عظام، ثُمَّ أوحى إِلَيْهِ أَن ناد: يا أيتها العظام إِن اللَّه يأمرك أَن تكتسي لحما ودما، ثم قيل له: ناد، فنادى يا أيتها الأجساد إن الله يأمرك أَن تقومي، فقاموا.
قَالَ مجاهد [1] : قَالُوا حِينَ أحيوا: سبحانك ربنا ونحمدك لا إله إلا أَنْتَ فرجعوا إِلَى قومهم أحياء، سحنة الْمَوْت عَلَى وجوههم، لا يلبسون ثوبا إلا عاد دسما [2] مثل الكفن. حَتَّى مَاتُوا لآجالهم الَّتِي كتبت لَهُمْ.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید