المنشورات

دارا وأولاده

فلما ملك «دارا بْن بهمن بْن إسفنديار بْن بشتاسب» ، وَكَانَ ضابطا لملكه، قاهرا لمن حوله من الملوك، فابتنى بفارس مدينة سماها «دارابجرد» ، وولد لَهُ ولد فأعجب بِهِ فسماه «دارا» باسم نَفْسه، وصير لَهُ الْمَلِك من بعده، فملك اثنتي عشرة سَنَة.
ثُمَّ ملك ابنه «دارا بْن دارا بْن بهمن» فأساء السيرة فِي رعيته، وقتل رؤساءهم، فغزاه الإسكندر بْن فيلبوس اليوناني، وَقَدْ مله أَهْل مملكته، فلحق كثير مِنْهُم بالإسكندر، فأطلعوه عَلَى عورة دارا، وقووه عَلَيْهِ، فالتقيا ببلاد الجزيرة، فاقتتلا سَنَة، ثُمَّ إِن رجالا من أَصْحَاب دارا وثبوا بِهِ فقتلوه وتقربوا برأسه إِلَى الإسكندر، فأمر بقتلهم، وَقَالَ: هَذَا جزاء من اجترأ عَلَى ملكه.
وتزوج ابنته «روشنك بنت دارا» ، وغزا الهند ومشارق الأَرْض، ثُمَّ انصرف وَهُوَ يريد الإسكندرية، فهلك بناحية السواد، فحمل إِلَى الإسكندرية فِي تابوت من ذهب.
وَكَانَ ملكه أربع عشرة سَنَة، وقيل كَانَ ملك دارا أربع عشرة سَنَة، أَيْضًا، واجتمع ملك الروم وَكَانَ قبل الإسكندر متفرقا، وتفرق ملك فارس/ وَكَانَ قبل الإسكندر مجتمعا.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید