المنشورات

أحوال الإسكندر

فصل [1]
ولما مات الإسكندر عرض ملكه عَلَى ابنه، وكان ابنه يقال له: «اسكندروس» .
فأبى واختار البعد [2] ، فملكت اليونانية [3] عليهم بطلميوس فملك ثلاثا وثلاثين [4] سنة، ولم تزل المملكة لليونانية، والديانة والرئاسة لبني إسرائيل ببيت المقدس إِلَى أن خرب بلاد بني إسرائيل الفرس والروم، وطردوهم عنها بعد قتل يحيى بْن زكريا.
فملك اليونانية بعد بطلميوس دميانوس [5] أربعين سنة، ثم أودغاطس [6] أربعا وعشرين سنة، ثم فيلافط [7] إحدى وعشرين سنة، ثم أفلايانس [8] اثنتين وعشرين سنة، ثم أوداغاطس [9] تسعا وعشرين سنة، ثم ساطر سبع عشرة سنة، ثم الإخشيد [10] إحدى عشرة سنة، ثم ملكهم ملك [11] فاختفى عَنْ ملكه ثماني سنين، ثم ملكهم دوسوس ست عشرة سنة، ثم من بعده كليوباترا [1] سبع عشرة سنة.
وهؤلاء كلهم يونانيون، وكل من ملك منهم يدعى: «بطلميوس» ، كما كانت الفرس يدعون «أكاسرة» .
ثم ملك الشام الروم: فكان أول من ملك منهم جايوس يوليوس خمس سنين، ثم ملك بعده أغوسطوس ستا وخمسين سنة، فلما مضى من ملكه اثنتان وأربعون سنة ولد عِيسَى بْن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السلام وبين مولده وغلبة الإسكندر عَلَى أرض بابل ثلاثمائة سنة وثلاث سنين. وزعمت الفرس أن بينهما خمسا وستين سنة، وهذا تفاوت عظيم. وعاش أغوسطوس بعد ولادة المسيح بقية ملكه، فكان جميع ملكه ستا وخمسين سنة.
فصل [2]
قَالَ مؤلف الكتاب: وقد كان بعض الأطباء [3] والحكماء فِي أزمنة لم تثبت لنا ولادتهم، ذكروا أن جالينوس قصد عِيسَى عَلَيْهِ السلام، وأنه مات فِي الطريق، وعاش جالينوس سبعا/ وثمانين سنة. وقد كان أفلاطن عاش ستين سنة.
فأما بقراط فقد ذكر أن البقارطة أربعة، كل [يقال] [4] له: بقراط، وأول من كتب الطب بقراط الأول [5] ، وبين وفاته إِلَى ظهور جالينوس ستمائة وخمس وستون سنة، وخلف بقراط من تلاميذه وأهل بيته وستة، فأفرد أحدهم: بالحكم على الأمراض، والآخر بتدبير الأبدان، والثالث: بالفصد والكي، والرابع: بعلاج الجراحات، والخامس: بعلاج العين، والسادس: بجبر العظام المكسورة، وردّ الأعضاء المخلوعة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید